همساتٌ مِنَ التغييرِ لا تضر أبداً‏

لا يغَّيرُ النهرَ مجراهُ بل يغيّرُ فيْ كلِّ لحضةٍ المياهَ التيْ تجري فيْ أحضانهِ"


:
:




الليل يتغير إلى نهار ، والشتاء ينقلبُ ربيعاً ، فـَ لماذا أبقى على ما أنا عليه ..؟

لماذا لا أتعلمُ مِنَ الطبيعة ..؟

فـَ الخريفُ يبعثُ فيها الإصفرار ، لـِ يأتي مطر الشتاء فينعشها ،
ليلبسها الربيع اللون الزهريّ / الأخضر ..
ويتلفقها الصيفُ وهيَّ في عزِّ عطائها وينتج مِنها ما لذَّ وَ طاب من ثمرٍ وفاكهة ..!



لِمَ لا نرى في ذلكَ عِبرةٌ تدفعنا نحو التغّير والتجدد كُلمَا سَنحتْ لنا الفرصة ،
أو كلما شعرنا بِرتابة هذهِ الحياة
وَ ... مَللهَا ...؟

ألا تخلقُ الطبيعة مِنْ هذا التغير وَالتجدد كلَّ ما تمنحهُ لنا مِن خيراتٍ وَ .. جمَال ...؟

كذلكَ إنْ لمْ نحرثُ الأرضَ هلْ تنبتَ فيهَا البذور ..؟

وإن لم يعشقُ الماءَ ضوءُ الشَمس وَ حرارتها التي تحَّولهُ بخاراً هل كنَّا نَنتعشُ بِهطول المطرْ ...؟

أقنع نفسي أيضاً بـِ أنَّ التغيير الذي أنشدهُ ليسَ بـِ الشكل الخارجيُّ فقط -
وإن كانَ مرغماً ومطلوباً / بلْ يجبُ أن يكون في بعضِ التفاصيل /
في المنزلْ /
والعملْ /
والسَيارة ...

أيضاً في العلاقات /

فـَ مفاجأة الرجل لـِ زوجته .. أو / لـِ حبيبتهُ /

بتغييرٍ ما يجعلها تحس بالدفء الذي ينبعثُ مِنَ قلبه لــِ أنها تعلمُ حينها بـِ أنهُ إنمَّا يحاولَ إرضاءَ ذوقها /

يرسل لها بكلماتِ حبٍ / صَامتة / تفهَمُها المشَاعر ولا تحتاج لـِ سَماع ..!!!

بالتأكيد التغيير مطلوب وجميل ،

ولا يعني ذلكَ أن نسعى لـِ تغيير الأشخاص الذينَ نُحبهم أو الأماكن التي نُحبها

بلْ هو تنويعٌ في الأمكنة والأشكال ،

يضفي على النفس مسحةٌ مِنَ التجدد والتوافق مع الطبيعة التي تتغيَّرُ بـِ إستمرار .



فـَ الشجرة لا تفارقَ مكانها ولا يغَّيرُ النهرَ مجراهُ ،

بل يغيّرُ في كلِّ لحضةٍ المياه التي تجري في أحضانهِ ،

ولكنها تبقى تنبعُ مِن مكانٍ واحد / هو القلب / ...!!!

ولكم كلَّ الشكر


إلهي كيف أنســـاك ولم تزل ذاكري ؟؟
وكيف ألهو عـــنك وأنت مراقــــبي !!!
---------

دمتم برعاية المولى ولطف الباري