الإمام الحسين (ع)
بقلم: الشيخ علي مدن المحسن
لقد أراد بعضهم أن يحمل الشيعة مسؤولية قتل الإمام الحسين ، محتجاً بكلمات خاطب بها الإمام القوم المجتمعين على قتله في كربلاء، الذين كانوا أخلاطاً من الناس استنفرهم عبيد الله بن زياد والي يزيد بن معاوية على الكوفة والبصرة لمحاربة الحسين عليه السلام.
ومن البديهي عند الباحثين أن تحميل الشيعة هذه المسؤولية لم يصدر من أي من المؤرخين السابقين الذين دوَّنوا الأحداث التاريخية الواقعة في تلك الفترة ، مع كثرة أعداء الشيعة وشدة معاداة الدولتين الأموية والعباسية للشيعة الذين ما فتئوا في القيام بالثورات في أنحاء مختلفة من الدولة الإسلامية المترامية الأطراف.
على أن الباحث في حوادث كربلاء وما تمخضت عنه من قتل الحسين عليه السلام يدرك أن قتلة الحسين عليه السلام لم يكونوا من الشيعة، بل ليس فيهم شيعي واحد معروف.
ويمكن إيضاح هذه المسألة بعدة أمور:
أولاً: أن القول بأن الشيعة قتلوا الحسين عليه السلام فيه تناقض واضح، وذلك لأن شيعة الرجل هم أنصاره وأتباعه ومحبّوه،وأما قتلته فليسوا كذلك، فكيف تجتمع فيهم المحبة والنصرة له مع حربه وقتله؟!
ولو سلَّمنا جدلاً بأن قتلة الحسين كانوا من الشيعة، فإنهم لما اجتمعوا لقتاله فقد انسلخوا عن تشيعهم، فصاروا من غيرهم، ثم قتلوه.
وثانياً: أن الذين خرجوا لقتال الحسين عليه السلام كانوا من أهل الكوفة، والكوفة في ذلك الوقت لم يكن يسكنها شيعي معروف بتشيعه، فإن معاوية لما ولَّى زياد بن أبيه على الكوفة تعقَّب الشيعة وكان بهم عارف، لأنه كان منهم، فقتلهم وهدم