وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ
ان البناء الالهى هو على عدم ازعاج عبده المؤمن بشيء ، ومما يدل على ذلك ما ورد من الله تعالى ما تردد فى شيء كتردده في قبض روح عبده المؤمن .. وعليه فان ما يرد على الطائعين من البلاء انما هو رفع لدرجاتهم فى الاخرة بالاضافة الى انها مقدمة لنزول النفحات والصلوات فى الدنيا .. ومع ذلك فمن المستحسن جدا ان نبادر بدفع الصدقة الدافعة للبلاء فى اول كل شهر، اضافة الى صلاة اول الشهر - وخاصة فى هذا الشهر المعروف - بشيء من النحوسة !
رُوي عن الإمام الجواد (عليه السلام) : إذا دخل شهر ٌجديدٌ فصلِّ أوّل يومٍ منه ركعتين : تقرأ في الأولى بعد الحمد التوحيد ثلاثين مرَّة ، وفي الثانية بعد الحمد القدر ثلاثين مرَّة ثمّ تتصدق بما تيسّر ، فتشتري به سلامة ذلك الشهر كلّه .
من أراد أن يصان ممّا ينزل في هذا الشّهر من البلاء فليقل كلّ يوم عشر مرّات : يا شَديدَ الْقُوى وَيا شَديدَ الْمِحالِ يا عَزيزُ يا عَزيزُ يا عَزيزُ ذَلَّتْ بِعَظَمَتِكَ جَميعُ خَلْقِكَ فَاكْفِنى شَرَّ خَلْقِكَ يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ يا لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ فَاسْتَجَبْناهُ لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِى الْمُؤْمِنينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ .
رُوي عن الإمام الكاظم (عليه السلام) : مرْ أصحابك أن يكفّوا ألسنتهم ويدَعوا الخصومة في الدين ، ويجتهدوا في عبادة الله .. وإذا قام أحدهم في صلاة فريضة فليحسن صلاته ، وليتمَّ ركوعه وسجوده ، ولا يشغل قلبه بشيءٍ من أُمور الدنيا فإنّي سمعت أبي (ع) يقول : إنّ ملك الموت يتصفّح وجوه المؤمنين عند حضور الصّلوات المفروضات
الكمال والنظرة المحرمة..!!!
من المعلوم أن الإنسان -بفضل الله تعالى- يصل إلى مرحلة من الكمال، حتى لو أنه تعرض للمنكر، وللإغراءات؛ فإنه ينصرف عن الحرام من دون تكلف.. فهو عندما يرى فتاة فاتنة في الشارع أو في الجامعة، وكأن الله –عز وجل- جعل في رقبته جهازاً، ولا يمكنه أن يحتمل هذه الجهة.. وعندما يرى امرأة متهتكة، مخالفة لأوامر الله عز وجل، فإنه يرى فيها العداوة لله تعالى، بما يجعله لا يعيش حالة شهوية أبداً.. كما لو أن إنساناً تعلق قلبه بفتاة، وثم سمع بأن هذه الفتاة عدوة لأمه أو أبيه، فترى أن قلبه يتغير كلياً من جهتها وحتى الشهوة تزول، فكيف إذا اكتشف بأنها عدوة لله عز وجل؟!..
قال الإمام الباقر (عليه السلام):من لم يجعل له من نفسه واعظا ، فإنّ مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا ...