ذكرى الوالد الحاني

قضى عمره يشنف أسماعنا بكل الحزن المحمدي
شُغفنا به
دخل قلوبنا بدون أن يطرق أبوابها
عشقناه أنتظرنا زيارته لنا يومياً لننهل من النبع الصافي الرقراق الذي
وبكل الحنان الأبوي يقدم لنا منه رشفات عذبة تروي عطش
عقولنا القاحلة والمتصحرة في زمن التمدن والحضارة
فكان أن نجتمع عند ذاك المذياع حتى نرتضع من كلماته ما يشفي غليل حرارة الجهل
الذي ملأ عقولنا , فكنا كالفراش الذي يجتمع عند المصباح فيحترق بناره
ولكننا كنا نحيا بحب
الحسين و الدروس التي نستقيها من محاضراته العبقة
وكنا نستضيء بنوره فيحيل ظلام حياتنا إلى نور على نور
و غرس فينا كل ما تصبوا إليه نفوسنا
من ثقافة التشيع وألهمنا من دروسه
الحفاظ على هويتنا من الضياع والتخبط في مستنقع أعداء آل محمد
وأغرقنا في حضارة الحسين عليه السلام وسيج أرواحنا وعقولنا بسياج
المعرفة المحمدية , والعلوية , والفاطمية , والحسنية , والحسينية
فكان أن حفظ علينا حرمة عقولنا من أن تنتهكها أيادي الشيطان
لتجرنا لما لا يُحمد عقباه
وانتهج بنا طريق مهدوياً , وعلمنا أبجديات الإنتظار
وكيفية قضاء لياليه
وتربع على عرش المنبر الحسيني
ملئ صوته الخافقين
نذر نفسه لخدمة من أحب
ولد في ذكرى ولادة يوم من عشق و وافاته المنية في ذكرى وفاتها
ولا غروا في ذلك
وعاش مابين ذيك وذين عمراً مديداً
حلق بنا في سماء الولاء المحمدي
واتحف اسماعنا بكل نقاء الطهر الحسيني
والإباء الفاطمي
وبفقده فقدت الإمة الإسلاميه أحد أعمدة
المنبر الحسيني وأكبر مكتبة إسلامية متنقلة

وما زال صوته إلى الآن يصدح عبر الأثير
لينير قلوبنا وأسماعنا ويملئ
أرواحنا عشقاً و ولاءً لقادة الدنيا , وسادتها
فإلى جنان الخلد
وجعل الله لك بكل دمعة تُذرف من أعين الموالين
قصراً في جنات عدن مع محمد وآله
سلاماً لروحك الطاهرة , وسلاماً عليك يوم ولدت ويوم تصديت لخدمة محمد وآله
ويوم تبنيت فكرة الدفاع عن أهل بيت العصمة والطهارة وسلاماً عليك يوم لبيت فيه النداء الإلهي , وحملتك أكف الملائك إلى أعلى عليين
في مقعد صدق عند مليك مقتدر
لتروي عطشك برؤية الحبيب . بعد إشتياق طال مداه
وهاهي ذكراه تقرع أبوابنا وتأخذ بمجامع قلوبنا شكراً وعرفاناً فأقل ما يجب علينا تجاه
هذا العمــــــــــــــلاق
أن نرسل له على أجنحة الملائكة سورة الفاتحة لتزفها الملائك لجنة الفردوس
وتهديها له قائلة له بقلب ملؤه الحب والشكر أولادك يرسلون إليك هذه الهدية
رحمك الله يامولانا وجمع الله بينك وبين محمد وآله
وحشرك في زمرتهم
و وقفنا لخدمة محمد وآله وللتمسك بإرثكم الغالي
والمحافظة عليه والسير على نهجك الذي انرته لنا
لقد بكيناك أباً حانياً . بكينا القدوة , بكينا المثل الأعلى , بكينا العلم
والتقى
فبكيناه من ألف أحمد إلى داله
فألفه : أنار عقولنا وأرواحنا
وحائه: حارس للنهج المحمدي وحاميه
وميمه: مدرسة العطاء الحسيني
وداله : ديمومة عطائه إلى أن يشاء الله
فهل عرفتم من عنيت
أنه صاحب الحنجرة التي ما فتئت تذكر الله ومحمد وآله
أنه صاحب القلب الكبير
أنه الوالد الحاني
أنه من يقصر اليراع في مدحه
أنه من يخجل الكلم عن وصفه
أنه من تعجز الكلمات أن تزينه بل كان هو زينة الكلمات
أنه ...... أنه ....... أنه .....
أنه خادم الإمام الحسين(ع)
الدكتور / أحمد الوائلي قدس الله نفسه
أبنتكم
******
ودمتم برعاية المولى ولطف الباري
يا رب إن ذنوبي في الورى كـثرت وليس لي عملٌ في الحشر ينجيني
و جئــــــــــتك بالتــوحيد يصحب حب النبي وآله وهذا القدر يكفيني