<LI>
تحديث مستمراجريت في مدينة قم المقدسة وسط ايران يوم الثلاثاء، مراسم تشييع المرجع الديني آية الله الشيخ محمد تقي بهجت، حيث وري الثرى عند حرم السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام).
وكانت مراسم التشييع قد بدأت عند الساعة العاشرة والنصف من صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي، بحضور رئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد ولفيف من العلماء ومراجع الدين والمسؤولين المدنيين والعسكريين في البلاد، اضافة الى حشد من الجماهير.
وقد حال الزحام الشديد دون بدء المراسم في الوقت المحدد.
واقيمت صلاة الميت بإمامة آية الله جوادي آملي " من ابرز تلامذة الشيخ بهجت " وذلك في صحن السيدة فاطمة المعصومة (س) ومن ثم وري جثمانه الثرى في ذات الصحن.
وقد حضر الصلاة رئيس السلطة القضائيه في ايران آية الله محمود هاشمي شاهرودي ومدير مكتب السيد الخامنئي في قم المقدسة سماحة حجة الاسلام الشيخ محمد كلبيكاني .
وبعد انتهاء مراسم التشييع قام وفد علمائي يمثل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله على رأسهم سماحة الشيخ "علي حلاوي" مدير مكتب السيد فضل الله في قم المقدسة بزيارة مقر مكتب المرجع الديني سماحة الشيخ محمد تقي بهجت في مدينة قم الإيرانية، حيث نقل تعازي سماحته بوفاة سماحة الشيخ بهجت الذي يعتبر رحيله خسارة كبيرة للحوزة العلمية.
وأكد سماحة السيد فضل الله أن المرجع الكبير الشيخ بهجت (قده) كان مثال العالم الأخلاقي الورع والنافذ البصيرة، مؤكداً أننا أحوج ما نكون اليوم إلى أمثال هذه النماذج الرائدة التي يمتزج في شخصيتها الإيمانية العلم في قواعده الأصيلة، والأخلاق في سموّها الروحي، والورع في خطه العلمي.
|
السيد فضل الله :أننا أحوج ما نكون اليوم إلى أمثال الشيخ بهجت |
|
وكان سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت الفومني قد توفي يوم الاحد عن عمر ناهز ال96 عاما .
وبحسب مصدر مطلع لـ " الفجر " فإن آية الله بهجت قد فارق الحياة في مستشفى "ولي عصر" في مدينة قم المقدسه أثر اصابته بنوبة قلبية عصر يوم الأحد.
وفور أعلان نبأ الوفاة توجه إلى منزل الفقيد كلا من آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني وآية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ، ثم توافد بعض المراجع والعلماء إلى مراسم العزاء .
وقد أعلن الحداد رسميا لمدة ثلاث أيام في الجمهوريه الاسلاميه في إيران ، وتم الاعلان عن تعطيل دروس الحوزة العلميه في قم المقدسه .
وأفاد مصدر مطلع لـ" الفجر " في النجف الاشرف أن المرجع السيد محمد سعيد الحكيم والمرجع الشيخ اسحاق الفياض قد عطلا درس يوم الاثنين حدادا على رحيل آية الله بهجت .
إلى ذلك مازالت مجالس العزاء تقام في عموم ايران والنجف الاشرف وكربلاء المقدسة والكويت والبحرين والقطيف والاحساء ولبنان وتنزانيا والهند وانجلترا وهولندا وبلدان أخرى .
السيرة الذاتيةوولد آية الله الشيخ محمد تقي بهجت في عام 1334 هجري قمري في عائلة متدينة من أهل الورع والتقى في مدينة (فومن) التابعة لمحافظة جيلان في شمال ايران وكان والده الكربلائي محمود من رجال تلك المدينة الموثوقين، والذين يرجع اليهم في حل مشاكل الناس ونزاعاتهم ن وتزكى وتؤيد سندات الملكية والمعاملات بشهاداتهم وتوقيعهم ، كما كان الكربلائي محمود أيضا من أهل الأدب وذوق الذوق الحسن فيه ولا يزال شعره المملوء حرارة والذي كان يلقيه في مراثي اهل البيت وخاصة الأمام الحسين ( ع ) متداولا على ألسن المداحين والقراء الى اليوم.
أنهى آية الله الشيخ بهجت المرحلة الابتدائية من دراسته في كتاتيب ( فومن ) ليتوجه بعد ذلك الى تحصيل العلوم الدينيه وقد تجلت فيه منذ الطفولة ملامح النبوغ وحب التحصيل ورجاحة العقل بشكل كان يمتنع معه عما يمارسه الأطفال عادة من أنحاء اللعب واللهو، وقد قام العلامة الشيخ بهجت بالهجرة بعد تحصيل المقدمات من علوم العربية في مدينة ( فومن ) سنة 1348 وبعد التوقف فترة في مدينة ( قم ) قبل تأسيس الحائري رحمة الله للحوزة يمم شطر العراق ليقيم حوالى أربع سنوات في كربلاء المقدسة يستفيد من كبار الأساتذة كالشيخ المرجع السيد أبو القاسم الخوئي وضياء الدين العراقي وميرزا النائيني والمحقق الشيخ محمد حسن الأصفهاني.
وكان يتميز الشيخ بهجت بالنقاش الدقيق والايراد الناضج وقد تحدث عنه العلامه المرحوم السيد محمد حسين الطهراني حيث قال عنه ( ان الشيخ بهجت كان زمان المرحوم القاضي واجدا لحالات ومكاشفات غيبية الهية وكان حائزا للحد الأعلى من مراتب المراقبه والصمت) .
وعرف عن الشيخ بهجت رحمه الله منذ طفولته بالأقبال على العبادة والاستغراق في ذكر الله والمواظبة على الطاعات والنوافل وقد قيض الله له منذ ذلك الحين وقبل بلوغه سن التكليف أولياء وعلماء مربين أكتشفوا قابلياته وطهارته الذاتيه، فأعتنوا بتوجيهه وارشاده في طريق العبوديه والسلوك الى الله عزوجل ولعل أهمهم وأعظمهم في هذا المجال العارف الكبير وأستاذ السلوك السيد علي القاضي الطباطبائي رحمه الله.
ويتحدث المطلعون على أحوال الشيخ عن مواظبته التامه واقباله منذ شبابه على النوافل واحياء الليالي بالعبادة في مقامات العراق ومساجدها المعروفه كمسجد السهله وتروي عنه حكايات وكرامات في هذا المجال ، وفي أيامنا هذه يزدحم المسجد الذي يؤم الشيخ بهجت الجماعه فيه بالمصلين من خواص فضلاء الحوزه العلميه في قم أو اعوام المؤمنين الذين يجدون في الصلاة خلفه روحانيه خاصه لا تحصل في سائر جماعات قم ، رغم كثرتها وكثرة الصلحاء من ائمتها لكن أجواء الخشوع التي تفرضها قراءته وحالاته في الصلاة مما يعز وجوده في الأماكن الأخرى وقد ترتفع أصوات المصلين ويضج المسجد بالبكاء والتضرع أحيانا تأثرا بحالة الانقطاع والخشوع التي تتصف بها صلاة أمامهم ويرتبط الشيخ بهجت بزيارة يوميه الى حرم السيده فاطمه المعصومه عليها السلام في قم يقضي خلالها فترة من التوسل والدعاء والتلاوه والصلاة ولا ينسى زيارة الأمام الحسين عليه السلام عن بعد يوميا بزيارة عاشوراء المعروفه الى جانب التزاماته العباديه الأخرى التي تشغل كل أوقاته قبل التدريس وبعده فلا تجده الا ذاكراأو متفكرا أو منشغلا بطاعة في سائر أطراف ليله ونهاره وقد أطلعنا من بعض مقربيه ان من جملة التزاماته اليوميه عدا عن القيام للتهجد وزيارة العاشوراء وصلاة جعفر الطيار وقراءة سورة القدر ألف مرة .
وكان له أرتباط بالامام الخميني الذي كان يكن محبة واحترام خاصان تجاه الشيخ ولم ينقطع الأمام عن الأتصال به وزيارته في بيته الى حين وفاته رغم الظروف الخاصه والمسؤوليات التي عاشها الامام الخميني (ره) آخر عمره.
وكان من ابرز اساتذته :
1ـ السيّد حسين البادكوبي .
2ـ آية الله السيّد أبو القاسم الخوئي .
3ـ الشيخ ضياء الدين العراقي .
4ـ آية الله الشيخ محمّد كاظم الشيرازي .
5ـ السيّد محمّد حجّت الكوهكمري .
6ـ الشيخ محمّد حسين الغروي النائيني .
7ـ آية الله السيّد حسين الطباطبائي البروجردي .
8ـ السيّد أبو الحسن الموسوي الأصفهاني .
9ـ الشيخ محمّد حسين الغروي الأصفهاني ، المعروف بالكمباني.
اما مرحلة التدريس فقد بدأ سماحة الشيخ بهجت بتدريس البحث الخارج في الفقه والأُصول منذ قرابة 50 عاماً ، ويُعزى السبب في عدم اشتهاره كونه قد اعتاد التدريس في منزله .
ومن ابرز تلامذته
1ـ الشيخ محمّد تقي مصباح اليزدي .
2ـ الشيخ حبيب الكاظمي .
واما اشهر مؤلفاته فهي :
1ـ مناسك الحج .
2ـ كتاب الطهارة .
3ـ رسالة توضيح المسائل .
4ـ دورة كاملة في الأُصول .
5ـ دورة كاملة في كتاب الصلاة .
6ـ حاشية على مكاسب الشيخ الأنصاري .
صور التشييع يوم الثلاثاءالاستعداد لأداء صلاة الميت
تلميذ المرجع الراحل آية الله الجوادي الآملي يؤدي صلاة الميت على استاذه
الرئيس أحمدي نجاد يؤدي صلاة الميت
آية الله هاشمي شاهرودي رئيس القضاء يشارك في مراسم التشييع
الجماهير تشارك في التشييع
جانب من التشييع
حمل الجثمان الطاهر
حرم المعصومة يكتظ بالمشيعين
صور توافد العلماء والمراجع إلى مجلس العزاء يوم الاحدآية الله العظمى الشيخ الصافي الكلبيكاني
آية الله العظمى الشيخ يوسف الصانعي
آية الله العظمى السيد عبد الكريم الاردبيلي
آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني
آية الله العظمى الشيخ نوري همداني
آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني
آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
صور لمحبي الفقيد هذا وقد نشرت وكالة "رسا" للأنباء صور بعض محبي الشيخ الذين تجمعوا مقابل مشفى ولي العصر في مدينة قم المقدسة بعد تلقيهم الخبر يوم الاحد .
اجواء الحزن في مسجد الفقيد محبي الشيخ يجتمعون عند المحراب الذي كان يؤم المصلين فيه
جانب من اجواء الحزن
نقل الجثمان إلى حرم المعصومة يوم الاثنين </LI>