منتديات اهل البيت (عليهم السلام)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اهل البيت
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 أداب الدعاء عند المعصومين ( عليهم السلام )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سـ البتول ـر
مشرف عام
مشرف عام
سـ البتول ـر


عدد الرسائل : 279
اوسمة : أداب الدعاء عند المعصومين ( عليهم السلام ) D9d43b10
تاريخ التسجيل : 25/05/2008

أداب الدعاء عند المعصومين ( عليهم السلام ) Empty
مُساهمةموضوع: أداب الدعاء عند المعصومين ( عليهم السلام )   أداب الدعاء عند المعصومين ( عليهم السلام ) Emptyالخميس يونيو 11, 2009 8:33 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على النبي محمد واله

أداب الدعاء عند المعصومين ( عليهم السلام )

بصراحه يوم قريت هذا الموضوع ....... قلت لازم احطه لكم علشان تستفيدون منه .

...لقد حدَّدت النصوص الإسلامية عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وآل البيت ( عليهم السلام ) آداباً للدعاء ، وقررت شروطاً لابد للداعي أن يراعيها كي يتقرب إلى خزائن رحمة الله تعالى وذخائر لطفه ، ويتحقّق مطلوبه من الدعاء ، وإذا أهملها الداعي فلا تتحقق له الاستجابة المرجوة من الدعاء ، ولا تحصل له نورانية القلب ، وتهذيب النفس ، وسُمُوُّ الروح المطلوبة في الدعاء

فتعالوا احبتي حتى نتعرف على الدعاء وادابه حتى لا يردنا الله اذا دعوناه ونحن خائبين

مقدمة :

جعل الله أبوابه مفتَّحة لدعاء الداعين ، وقال لعباده : ( ادعُونِي أَستَجِب لَكُم ) غافر : 60 .

والمؤمن يتحبب إلى ربه وخالقه سبحانه بالتحدث إليه ، وطلب المزيد من رضاه ورحمته ، ويسأنس بالدعاء والمناجاة إذا استوحش من الدنيا ، ويتلذذ بالقرب منه تعالى ، والدعاء مناجاة تزول به الهموم والكروب ، وتطمئن النفس باللجوء إلى مَن بيده مقاليد الأمور .

والمؤمن يلجأ إلى الله ويثق بقدراته ، لأن الإنسان كلما ازداد معرفة بالله وعلماً ازداد إيماناً وتضرعاً وطاعةً ، وأكثر الناس معرفة وعلماً بالله سبحانه وتعالى أكثرهم له مسألة وطلباً .

و ربنا الله عز وجل حاشاه أن يناجيه العبد ويمدُّ إليه يدَ الاستكانة والمذلة ويرده وهو الكريم الجواد ، فالله تعالى لا يرد السائلين ، وإن أخَّر ذلك إلى حين فلحكمة هو يراها .

فهو الذي أخذ على نفسه أن لا يخيب من دعاه ، وهو بعباده رؤوف رحيم ، يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ، فَمَن غير الله ندعوه ونتوسل إليه ، وهو أرحم بنا من أبوينا ؟
آداب الدعاء :

الأول : الطهارة :

من آداب الدعاء أن يكون الداعي على وضوء ، سيَّما إذا أراد الدعاء عقيب الصلاة ، فقد رَوَى مسمع عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ( يا مسمع ، ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غَمٌّ من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده ، فيركع ركعتين فيدعو الله فيهما ؟ ) .

الثاني : الصدقة ، وشمُّ الطيب ، والذهاب إلى المسجد :

روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :

( كان أبي إذا طلب الحاجة .. قدَّم شيئاً فتصدق به ، وشمَّ شيئاً من طيب ، وراح إلى المسجد ) .

الثالث : الصلاة :

ويستحب أن يصلي الداعي ركعتين قبل أن يشرع بالدعاء ، فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :

( من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم صلى ركعتين ، فأتمَّ ركوعهما وسجودهما ، ثم سلَّم وأثنى على الله عزَّ وجل وعلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم سأل حاجته فقد طلب الخير في مظانِّه ، ومن طلب الخير في مظانِّه لم يخب ) .

الرابع : البسملة :

ومن آداب الدعاء أن يبدأ الداعي دعاءه بالبسملة ، لقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

( لا يُرَدُّ دعاءٌ أوَّله بسم الله الرحمن الرحيم ) .

الخامس : الثناء على الله تعالى :

ينبغي للداعي إذا أراد أن يسأل ربه شيئاً من حوائج الدنيا والآخرة أن يحمد الله ويثني عليه ، ويشكر ألطافه ونعمه قبل أن يشرع في الدعاء .

يقول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره ، وسبباً للمزيد من فضله ) ،

وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا طلب أحدكم الحاجة فَليُثنِ على ربه وليمدحه ) .

وقد أعدَّ الله تعالى لمن يمدحه ويُمَجِّده على حسن آلائه جزيل الثواب بما يفوق رغبة السائلين ،

فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من تشاغل بالثناء على الله ، أعطاه الله فوق رغبة السائلين ) .

أمّا ما يجزي من الثناء على الله سبحانه قبل الشروع بالدعاء

فقد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه سُئل عن ذلك فقال :

( تقول اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، وأنت العزيز الكريم ) .

السادس : الدعاء بالأسماء الحسنى :

على الداعي أن يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى لقوله تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) الأعراف : 180 ،

وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( لله عزوجل تسعة وتسعون اسماً ، من دعا الله بها استجيب له ) .

يقول بعض أهل العلم : ينبغي للداعي إذا مجَّد الله سبحانه وأثنى عليه أن يذكر من أسماء الله الحسنى ما يناسب مطلوبه ، فإذا كان مطلوبه ( الرزق ) يقول : يا رزاق ، يا وهاب ، يا جواد ، يا مغني ، يا منعم ، يا مفضل ، يا معطي ، يا كريم ، يا واسع ، يا مسبب الأسباب ، يا منان ، يا رزاق من يشاء بغير حساب .

وإن كان مطلوبه ( المغفرة والتوبة ) ، يقول : يا تواب ، يا رحمن ، يا رحيم ، يا رؤوف ، يا عطوف ، يا صبور ، يا شكور ، يا عفو ، يا غفور ، يا فتاح ، يا ذا المجد والسماح ، يا محسن ، يا مجمل ، يا منعم .

وإن كان مطلوبه ( الانتقام ) من العدو يقول : يا عزيز ، يا جبار ، يا قهار ، يا منتقم ، ياذا البطش الشديد ، يا فعال لما يريد ، يا قاصم المردة ، يا طالب ، يا غالب ، يا مهلك ، يا مدرك ، يا من لا يعجزه شيء .

ولو كان مطلوبه ( العلم ) يقول : يا عالم ، يا فتاح ، يا هادي ، يا مرشد ، يا معز ، يا رافع ، وما أشبه ذلك .

وقد ورد في الروايات عن أهل البيت ( عليهم السلام ) تأكيدٌ كثير على الدعاء بالأسماء الحسنى ، وأنَّ الله تعالى يستجيب لعبده المؤمن إذا دعاه بأسمائه الحسنى ، خصوصاً في حال السجود .

السابع : الصلاة على النبي وآله ( عليهم السلام ) :

لابد للداعي أن يصلي على محمد وآله ( عليهم السلام ) بعد الحمد والثناء على الله سبحانه ، وهي تؤكد الولاء لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولأهل بيته المعصومين ( عليهم السلام ) الذي هو في امتداد الولاء لله تعالى ، لذا فهي من أهم الوسائل في صعود الأعمال واستجابة الدعاء .

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا يزال الدعاء محجوباً حتى يصلى عليَّ وعلى أهل بيتي ) ،

وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد ) .

وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( من دعا ولم يذكر النبي ( صلى الله عليه وآله ) رفرف الدعاء على رأسه ، فإذا ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله ) رُفع الدعاء ) .

أما في كيفية الصلاة على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقد روي بالإسناد عن بريدة ، قال : قلنا : يا رسول الله ، قد عُلِّمنا كيف نسلِّم عليك ، فكيف نصلّي عليك ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( قولوا : اللهمَّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وآل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ) .

ومن نماذج الصلاة على النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) في الدعاء ما روي بالإسناد عن حريز ، قال :
قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : جعلت فداك ، كيف الصلاة على النبي ( صلى الله وآله ) ؟

فقال : ( قل : اللهمَّ صلِّ على محمد وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً ، اللهمَّ صلِّ على محمد وأهل بيته الذين ألهمتهم علمك ، واستحفظتهم كتابك ، واسترعيتهم عبادك ، اللهمَّ صلِّ على محمد وأهل بيته الذين أمرت بطاعتهم وأوجبت حبهم ومودتهم ، اللهمَّ صلِّ على محمد وأهل بيته ، الذين جعلتهم ولاة أمرك بعد نبيك صلى الله عليه وعلى أهل بيته ) .

ومن أدب الدعاء عند سيد الساجدين الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أنه يجعل الثناء والصلاة على النبي وآله مفتاحاً لأغلب فقرات الدعاء ، وهذا واضح لمن تأَمَّل الصحيفة السجادية ، وهو المراد بقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا تجعلوني كقدح الراكب ، إن الراكب يملأ قدحه فيشربه إذا شاء ، اجعلوني في أول الدعاء وآخره ووسطه ) .

الثامن : التوسل بمحمد وأهل بيته ( عليهم السلام ) :

وينبغي للداعي أن يلج من الأبواب التي أمر الله تعالى بها ، وأهل البيت ( عليهم السلام ) هم سفن النجاة لهذه الأمَّة ، فحريٌّ بمن دعا الله تعالى أن يتوسل إلى الله بهم ( عليهم السلام ) ، ويسأله بحقهم ، ويقدمهم بين يدي حوائجه .

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( الأوصياء مني بهم تُنصر أُمتي ، وبهم يمطرون ، وبهم يدفع الله عنهم ، وبهم استجاب دعاءهم ) ،

وقال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( من دعا الله بنا أفلح ، ومن دعاه بغيرنا هلك واستهلك ) .

وعن داود الرقي ، قال : إني كنت أسمع أبا عبد الله ( عليه السلام ) أكثر ما يلحُّ به في الدعاء على الله بحق الخمسة ، يعني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) .

ومن نماذج التوسل المروي عنهم ( عليهم السلام ) هو أن تقول : ( اللهم أني أتوجه إليك بمحمد وآل محمد ، وأتقرب بهم إليك ، وأقدمهم بين يدي حوائجي ) .

التاسع : الإقرار بالذنوب :

وعلى الداعي أن يعترف بذنوبه مقراً ، مذعناً ، تائباً عمَّا اقترفه من خطايا ، وما ارتكبه من ذنوب ،

فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنما هي مدحة ، ثم الثناء ، ثم الإقرار بالذنب ، ثم المسألة ، إنه والله ما خرج عبد من ذنب إلا بالإقرار ) .

وكان من دعاء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المروي عن كميل بن زياد : ( وقد أتيتك يا الهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي ، معتذراً نادماً ، منكسراً مستقيلاً ، مستغفراً منيباً ، مقراً مذعناً معترفاً ، لا أجد مفراً مما كان مني ، ولا مفزعاً أتوجه إليه في أمري ، غير قبولك عذري وإدخالك إياي في سعة من رحمتك ، اللهمَّ فاقبل عذري ، وارحم شدة ضري ، وفُكَّني من شدِّ وثاقي ) .

العاشر : المسألة :

وينبغي للداعي أن يذكر - بعد الثناء على الله تعالى والصلاة على النبي وآله ( عليهم السلام ) والإقرار بالذنب - ما يريد من خير الدنيا والآخرة ، وأن لا يستكثر مطلوبه ، لأنه يطلب من ربِّ السموات والأرض الذي لا يعجزه شيء ، ولا تنفد خزائن رحمته التي وسعت كل شيء .

وعليه أيضاً أن لا يستصغر صغيرة لصغرها ، لما روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ( ولا تتركوا صغيرة لصِغَرها أن تدعوا بها ، إن صاحب الصغار هو صاحب الكبار ) ،

وروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : ( ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها ، حتّى يسأله شسع نعله إذا انقطع ) .

ويستحب للداعي إذا كان دعاؤه عبادة خالصة يتقرب بها إلى مولاه أن يسأل ما يبقى جماله من خير القضاء في الآجلة والعاجلة ، وأن تعكس مسألته حالة الافتقار إلى الله تعالى التي يتساوى فيها جميع البشر .

جاء في الحديث القدسي : ( ياعبادي كُلُّكُم ضالٌّ إلا من هَدَيتُه ، فاسألوني الهدى أَهدِكم ، وكُلُّكُم فقير إلا من أغنيتُه ، فاسألوني الغِنى أرزقكم ، وكُلُّكُم مذنب إلا من عافيتُه ، فاسألوني المغفرةَ أغفر لكم ) .

ومن دعاء الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : ( ياذا الجلال والإكرام ، أسألك عملاً تحب به من عمل به ، ويقيناً تنفع به من استيقن به حقَّ اليقين في نفاذ أمرك ، اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد ، واقبض على الصدق نفسي ، واقطع من الدنيا حاجتي ، واجعل فيما عندك رغبتي شوقاً إلى لقائك ، وهب لي صدق التوكل عليك ) .

الحادي عشر : معرفة الله ، وحسن الظن به سبحانه :
قال العلامة الحلي ( رضوان الله عليه ) : من شروط حسن الدعاء علم الداعي كون ما يطلبه بدعائه مقدوراً لمن يدعوه ، وهذا يتضمن أن من دعا الله تعالى يجب أن يكون عارفاً به وبصفاته ، فعلى الداعي أن يوقن برحمة الله اللامتناهية ، وبأنه سبحانه لا يمنع أحداً من فيض نعمته ، وأن باب رحمته لا يغلق أبداً .

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( قال الله عزَّ وجل : من سألني وهو يعلم أني أضرُّ وأنفع استجبت له ) ، وقيل للاِمام الصادق ( عليه السلام ) : ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟! قال ( عليه السلام ) : ( لأنكم تدعون من لا تعرفونه ) .

وإن حسن الظن بالله من شعب معرفته سبحانه ، فعلى الداعي أن يحسن الظن باستجابة دعائه ، فيجب أن يرى العبد أن ربه صادقاً في قوله تعالى : ( ادعُونِي أَستَجِب لَكُم ) ، وقوله : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) .

ويرى أيضاً أنه تعالى لا يخلف الميعاد حتى يُستجاب دعائه ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ) ،
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا دعوت فَأَقبِل بقلبك ، وظُنَّ حاجتك بالباب ) .

الثاني عشر : العمل بما تقتضيه المعرفة :

على الداعي أن يعمل بما تقتضيه المعرفة لخالقه ، بأن يفي بعهد الله ويطيع أوامره ، وهما من أهم الشروط في استجابة الدعاء .

عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قال : قال له رجل : جعلت فداك ، إن الله يقول : ( ادعُونِي أَستَجِب لَكُم ) ، وإنَّا ندعو فلا يُستجاب لنا ؟! قال ( عليه السلام ) : ( لأنكم لا توفون بعهد الله ، لو وفيتم لوفى الله لكم ) .

وعن أبي حمزة ، قال : إن الله أوحى إلى داود ( عليه السلام ) : يا داود أنه ليس عبد من عبادي يطيعني فيما آمره إلا أعطيته قبل أن يسألني ، واستجب له قبل أن يدعوني .

الثالث عشر : الإقبال على الله :

من أهم آداب الدعاء هو أن يقبل الداعي على الله سبحانه بقلبه ، وعواطفه ، ووجوده ، وأن لا يدعو بلسانه وقلبه مشغول بشؤون الدنيا ، فهناك اختلاف كبير بين مجرد قراءة الدعاء ، وبين الدعاء الحقيقي الذي ينسجم فيه اللسان انسجاماً تاماً مع القلب ، فَتَهتَزُّ له الروح ، وتحصل فيه الحاجة في قلب الإنسان ومشاعره .

قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلبٍ ساهٍ ، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن بالإجابة ) .


وصلى الله على محمد واله

يتبع
أداب الدعاء عند المعصومين ( عليهم السلام ) 5241_11187231629
[right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سـ البتول ـر
مشرف عام
مشرف عام
سـ البتول ـر


عدد الرسائل : 279
اوسمة : أداب الدعاء عند المعصومين ( عليهم السلام ) D9d43b10
تاريخ التسجيل : 25/05/2008

أداب الدعاء عند المعصومين ( عليهم السلام ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أداب الدعاء عند المعصومين ( عليهم السلام )   أداب الدعاء عند المعصومين ( عليهم السلام ) Emptyالخميس يونيو 11, 2009 8:37 pm

الرابع عشر : الاضطرار إلى الله سبحانه :

لابد للداعي أن يتوجه إلى الله تعالى توجه المضطر الذي لا يرجو غيره ، وأن يرجع في كلِّ حوائجه إلى ربه ، ولا ينزلها بغيره من الأسباب العادية التي لا تملك ضراً ولا نفعاً ، فإذا لجأ الداعي إلى ربه بقلب سليم وكان دعاؤه حقيقياً صادقاً جاداً ، وكان مدعوُّه ربَّه وحده لا شريك له ، تحقق الانقطاع الصادق بالاضطرار الحقيقي إلى الله تعالى الذي هو شرط في قبول الدعاء .

ويقول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصيته لولده الحسن ( عليه السلام ) : ( وألجئ نفسك في أمورك كلها إلى إلهك ، فإنك تُلجئها إلى كهفٍ حريز ، ومانع عزيز ، فالمسألة لربك ، فإن بيده العطاء والحرمان ) .

روي أن الله تعالى أوحى إلى عيسى ( عليه السلام ) : ( ادعني دعاء الحزين الغريق الذي ليس له مغيث ، يا عيسى ، سلني ولا تسأل غيري ، فيحسن منك الدعاء ومني الإجابة ) .

الخامس عشر : تسمية الحوائج :

إن الله تعالى محيط بعباده ، يعلم حالهم وحاجاتهم ، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد ، ولكنه سبحانه يحبُّ أن تُبثُّ إليه الحوائج ، وتُسمَّى بين يديه تعالى ، وذلك كي يُقبل الداعي إلى ربه ، محتاجاً إلى كرمه ، فقيراً إلى لطفه ومغفرته .

قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :

( أن الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ، لكنه يحبُّ أن تُبثّ إليه الحوائج ، فإذا دعوت فسمِّ حاجتك ) .

السادس عشر : ترقيق القلب :

ويستحب الدعاء عند استشعار رقة القلب وحالة الخشية التي تنتابه بذكر الموت ، والبرزخ ، ومنازل الآخرة ، وأهوال يوم المحشر ، وذلك لأن رقَّة القلب سبب في الإخلاص المؤدي إلى القرب من رحمة الله وفضله .

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

( اغتنموا الدعاء عند الرقة ، فإنها رحمة ) ،

وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( بالإخلاص يكون الخلاص ، فإذا اشتدَّ الفزغ ، فإلى الله المفزع ) ،

وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا رقَّ أحدكم فَليَدعُ ، فإن القلب لا يَرقُّ حتى يخلص ) .

وكلما رقَّ قلب الداعي كلما كان مهيئاً لاستقبال ذخائر الرحمة الاِلهية ، وتحقق قصده في الاستجابة ،

قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا اقشَعَرَّ جلدك ، ودمعت عينك ، ووجل قلبك ، فدونك دونك ، فقد قصد قصدك ) .

أما القلب القاسي بكثرة الذنوب والمعاصي ، والقلب اللاهي عن ذكر الله ، المتعلق بعرض الدنيا وزخرفها ، فكلاهما مطرودان عن رحاب الله تعالى ورحمته ، ولا يستجاب لهما دعاء ، لأنه ليس ثَمَّةَ انسجام بين القلب واللسان ،

فقد جاء في وصية النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) لعليٍّ ( عليه السلام ) : ( لا يقبل اللهُ دعاءَ قلبٍ ساهٍ ) .

وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( لا يقبل اللهُ عزَّ وجل دعاءَ قلبٍ لاهٍ ) ، وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ قاس ) .

السابع عشر : البكاء والتباكي :

خير الدعاء ما هيجه الوجد والأحزان ، وانتهى بالعبد إلى البكاء من خشية الله ، الذي هو سيد آداب الدعاء وذروتها ، ذلك لأن الدمعة لسان المذنب الذي يفصح عن توبته وخشوعه وانقطاعه إلى بارئه ، والدمعة سفير رِقَّةِ القلب الذي يؤذن بالإخلاص والقرب من رحاب الله تعالى .

فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) لأبي بصير : ( إن خفتَ إمراً يكون أو حاجة تريدها فابدأ بالله ومَجِّدهُ واثنِ عليه كما هو أهله ، وصلِّ على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وَسَل حاجتَكَ وتباكَ ولو مثل رأس الذباب ، إن أبي كان يقول : إن أقرب ما يكون العبد من الرب عزَّ وجل وهو ساجد باكٍ ) .

وفي البكاء من خشية الله من الخصوصيات والفضائل ما لا يوجد في غيره من أصناف الطاعات ، فهو رحمة مزجاة من الخالق العزيز لعباده ، تقرِّبُهُم من منازل لطفه وكرمه ، وتتجاوز بهم عقبات الآخرة وأهوالها .

فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

( إذا أحب الله عبداً نصب في قلبه نائحةً من الحزن ، فإن الله لا يدخل النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن إلى الضرع ) ، وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره ، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء ، ولو أن عبداً بكى في أُمة لرحم الله تعالى ذكره تلك الأمة لبكاء ذلك العبد ) .

وإذا كان البكاء يفتح القلب على الله تعالى ، فإن جُمُودَ العين يُعبِّرُ عن قساوة القلب التي تطرد العبد من رحمة الله ولطفه وتؤدي إلى الشقاء ، وكان فيما أوصى به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) : ( يا علي ، أربع خصال من الشقاء : جمود العين ، وقساوة القلب ، وبُعد الأمل ، وحب البقاء ) .

وما يجب أن يُعلم أن البكاء إلى الله سبحانه فرقاً من الذنوب ، ووصفٌ محبوب ، لكنه غير مجدٍ مع عدم الإقلاع عنها ، والتوبة منها ,

قال سيد العابدين الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( وليس الخوف من بكى وجرت دموعه ما لم يكن له ورع يحجزه عن معاصي الله ، وإنما ذلك خوف كاذب ) .

واذا تهيأت للدعاء ولم تساعدك العينان على البكاء ، فاحمل نفسك على البكاء وتشبَّه بالباكين ، متذكراً الذنوب العظام ومنازل مشهد اليوم العظيم ، يوم تُبلى السرائر ، وتظهر فيه الضمائر ، وتنكشف فيه العورات ، عندها يحصل لك باعث الخشية ، وداعية البكاء الحقيقي ، والرقة وإخلاص القلب .

الثامن عشر : العموم في الدعاء :

ومن آداب الدعاء أن لا يخصَّ الداعي نفسه بالدعاء ، بل يذكر إخوانه المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ، وهذا من أهم آداب الدعاء ، لأنه يدل على التضامن ونشر المودَّة والمحبة بين المؤمنين ، وإزالة أسباب الضغينة والاختلاف فيما بينهم .

وذلك من منازل الرحمة الإلهية ، ومن أقوى الأسباب في استجابة الدعاء ، فضلاً عن ثوابه الجزيل للداعي والمدعو له ،

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إذا دعا أحدكم فليعمُّ ، فإنه أوجب للدعاء ) .

وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا قال الرجل : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم وجميع الأموات ، ردَّ الله عليه بعدد ما مضى ومن بقي من كل إنسان دعوة ) ، وقال ( عليه السلام ) : ( دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدرُّ الرزق ، ويدفع المكروه ) .

التاسع عشر : التضرع ومد اليدين :

ومن آداب الدعاء إظهار التضرع والخشوع ، فقد قال تعالى : ( واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية ) الأعراف : 205 ، وقد ذمَّ الله تعالى الذين لا يتضرعون إليه في قوله تعالى : ( ولقد أخذنا بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ) المؤمنون : 76 .

وعن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزَّ وجل : ( فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( الاستكانة هي الخضوع ، والتضرُّع هو رفع اليدين والتضرُّع بهما ) .

وعن أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يرفع يديه إذا ابتهل ، ودعا كما يستطعم المسكين ، والتضرُّع من أسباب استجابة الدعاء ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إن الله يستحي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردَّهُمَا خائبتين ) .

والعلة في رفع اليدين هي إظهار الاستكانة والفاقة بين يديه تبارك وتعالى ، ولليدين وظائف وهيئات في الدعاء تتغير حسب حال الداعي في الرغبة والرهبة ، والتضرُّع ، والتبتُّل والابتهال .

فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( الرغبة : تبسط يديك وتظهر باطنهما ، والرهبة : بسط يديك وتظهر ظهرهما ، والتضرُّع : تُحَرِّك السبابة اليمنى يميناً وشمالاً ، والتَبَتُّل : تُحَرِّك السبابة اليسرى ترفعها في السماء رسلاً وتضعها ، والابتهال : تبسط يديك وذراعيك إلى السماء ، والابتهال حين ترى أسباب البكاء ) .
العشرون : الإسرار بالدعاء :

فيستحب أن يدعو الاِنسان خُفية ليبتعد عن مظاهر الرياء التي تمحق الأعمال وتجعلها هباءً منثوراً ، فقال تعالى : ( ادعو ربكم تضرعا وخفية ) الأعراف : 55 .

وقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( دعوة العبد سِراً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية ) ، وفي رواية أخرى عنه ( عليه السلام ) : ( دعوة تخفيها أفضل عند الله من سبعين دعوة تظهرها ) .

الواحد والعشرون : التريُث بالدُعاء :

ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في الدعاء ، بل يدعو مترسلاً ، وذلك لأن العجلة تنافي حالة الإقبال والتوجه إلى الله تعالى ، وما يلزم ذلك من التضرُّع والرقة ، كما أن العجلة قد تؤدي إلى ارتباك في صورة الدعاء أو نسيان لبعض أجزائه .

فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن رجلاً دخل المسجد فصلى ركعتين ، ثم سأل الله عزَّ وجل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( عجَّل العبد ربه ) ، وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله عزَّ وجل وصلى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( سَل تُعطَ ) .

الثاني والعشرون : عدم القنوط :

وعلى الداعي أن لا يقنط من رحمة الله ، ولا يستبطىء الإجابة فيترك الدعاء ، لأن ذلك من الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء ، وهو بذلك أشبه بالزارع الذي بذر بذراً فجعل يتعاهده ويرعاه ، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله .

فعن أبي بصير ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ( لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزَّ وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء ) ، فقلتُ : كيف يستعجل ؟ قال ( عليه السلام ) : ( يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الاِجابة ) .

وعليه يجب على الداعي أن يفوِّض أمره إلى الله ، واثقاً بربه ، راضياً بقضائه سبحانه ، وأن يحمل تأخر الإجابة على المصلحة والخيرة التي حباها إياه مولاه ، وأن يبسط يد الرجاء معاوداً الدعاء لما فيه من الأجر الكريم والثواب الجزيل .

جاء في وصية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لولده الحسن ( عليه السلام ) : ( فلا يقنطك إبطاء إجابته ، فإن العطية على قدر النية ، وربما أُخرت عنك الاِجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل ، وأجزل لعطاء الآمل ، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأُوتيت خيراً منه عاجلاً أو آجلاً ، أو صرف عنك لما هو خير لك ، فَلَرُبَّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته ) .

الثالث والعشرون : الإلحاح بالدعاء :

وعلى الداعي أن يواظب على الدعاء والمسألة في حال الاِجابة وعدمها ، لأن ترك الدعاء مع الإجابة من الجفاء الذي ذَمَّهُ تعالى في محكم كتابه بقوله : ( ثم وإذا مس الإنسان ضر دعا ربّه منيباً إليه خوّله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل ) الزمر : 8 ،
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لرجل يَعِظُهُ : ( لا تكن ممن إن أصابه بلاء دعا مضطراً ، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً ) .

أما في حال تأخر الإجابة فيجب معاودة الدعاء وملازمة المسألة ، لفضيلة الدعاء في كونه مخُّ العبادة ، ولأنه سلاح المؤمن الذي يقيه شر أعدائه من الشيطان ، وحُبُّ الدنيا ، وهوى النفس والنفس الأمَّارة ، ولربما كان تأخير الإجابة لمصالح لا يعلمها إلا من يعلم السر وأخفى ، فيكون الدعاء خيراً للعبد في الآجلة ، أو يدفع عنه بلاءً مقدراً لا يعلمه في العاجلة .

ولعل تأخير الإجابة لمنزلته عند الله سبحانه ، فهو يحب سماع صوته والإكثار من دعائه ، فعليه أن لا يترك ما يحبه الله سبحانه ،
فقد روي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : ( إن المؤمن يسأل الله عزَّ وجل حاجة فيؤخر عنه تعجيل إجابته حُباً لصوته واستماع نحيبه ) .

وعليه ، فيجب الإلحاح بالدعاء في جميع الأحوال ، ولما في ذلك من الرحمة ، والمغفرة ، واستجابة الدعوات ،

وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( رحم الله عبداً طلب من الله عزَّ وجل حاجَةً فَأَلَحَّ في الدعاء ، استجيب له أو لم يستجب ) .

وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن الله عزَّ وجل كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة ، وأحبَّ ذلك لنفسه ، إن الله عزَّ وجل يحب أن يُسأل ويُطلب ما عنده ) .

الرابع والعشرون : التقدُم في الدعاء :

ومن آداب الدعاء أن يدعو العبد في الرخاء على نحو دعائه في الشدة ، لما في ذلك من الثقة بالله ، والانقطاع إليه ، ولفضله في دفع البلاء ، واستجابة الدعاء عند الشدة ، فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( من سَرَّهُ أن يُستجابَ له في الشدة ، فليكثر الدعاء في الرخاء ) .

وكان من دعاء الإمام السجاد ( عليه السلام ) : ( ولا تجعلني ممن يبطره الرخاء ، ويصرعه البلاء ، فلا يدعوك إلا عند حلول نازلة ، ولا يذكرك إلا عند وقوع جانحة ، فيضرع لك خدَّه ، وترفع بالمسألة إليك يده ) .

الخامس والعشرون : التختم بالعقيق والفَيرُوزَج :

ويستحب في الدعاء لبس خاتم من عقيق أو من فيروزج ، وذلك لقول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( ما رُفِعَت كفٌّ إلى الله عزَّ وجل أحبُّ إليه من كفٍّ فيها عقيق ) ، ولقوله ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله عزَّ وجل : إني لأستحي من عبدٍ يرفع يدَه وفيها خاتم فيروزج فأَرُدَّهَا خائبة ) .

السادس والعشرون : الآداب المتأخرة عند الدعاء :

وهناك جملة آداب متأخرة عن الدعاء ، أَكَّدَت عليها النصوصُ الاِسلامية ، وفيما يلي أهمها :

1 - أن يقول الداعي : ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) :

فيستحب أن يقال بعد الدعاء : ( ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ) ، وفي هذه الكلمة فضل عظيم لما تنطوي عليه من إقرار العبد بالمشيئة المطلقة ، وانقطاعه عن جميع الأسباب ، وتعلّقه بحول الله وقوته ، فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا دعا رجل فقال بعدما دعا : ما شاء الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، قال الله عزَّ وجل : استَبسَلَ عبدي واستَسلَمَ لأمري ، اقضوا حاجتَهُ ) ، وعنه ( عليه السلام ) : ( ما من رجل دعا فختم دعاءه بقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، إلا أجيب صاحبه ) .

2 - أن يصلي الداعي على النبي وآله ( عليهم السلام ) :

فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( من كانت له إلى الله عزَّ وجل حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله ، ثم يسأل حاجته ، ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد ، فإن الله عزَّ وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط ) .

3 - أن يمسح الداعي وجهه ورأسه بيديه :

فمن الآداب المتأخرة عن الدعاء أن يمسح الداعي وجهه ورأسه بيديه ، فروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز الجبار إلا استحيا الله عزَّ وجل أن يردَّها صفراً حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء ، فإذا دعا أحدكم فلا يَرُدُّ يده حتى يمسح على وجهه ورأسه ) ، وفي دعائهم ( عليهم السلام ) : ( ولم ترجع يد طالبة صفراً من عطائك ، ولا خائبة من نحل هباتك ) .

4 - أن يقول الداعي في حالة استجابة دعائه
( الحمد لله الذي بعزته تتم الصالحات ) وأن يصلي صلاة الشكر .

5 - أن يقول الداعي في حالة عدم استجابة دعائه
( الحمدُ لله على كلِّ حال ) وأن لا يسأم من الدعاء .

الخاتمة :
فالدعاء يُعدُّ صفحة مشرقة من صفحات التراث الإسلامي ، فهو من حيث الفصاحة والبلاغة آية من آيات الأدب الرفيع ، ومن حيث المضمون وسيلة لنشر تعاليم القرآن ، وآداب الإسلام ، وتلقين أصول العقيدة ، وكذلك هو تهذيب للنفوس وسبب لصفائها ، وعامل في تنمية نزعاتها الخيرة ، لتصل إلى درجات الطاعة والفضيلة .


وصلى الله على محمد واله


أداب الدعاء عند المعصومين ( عليهم السلام ) 5241_11187231629

دمتم برعاية المولى ولطف الباري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أداب الدعاء عند المعصومين ( عليهم السلام )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اهل البيت (عليهم السلام) :: الإسلاميات :: الأدعية والأذكار-
انتقل الى: