الرابع عشر : الاضطرار إلى الله سبحانه :
لابد للداعي أن يتوجه إلى الله تعالى توجه المضطر الذي لا يرجو غيره ، وأن يرجع في كلِّ حوائجه إلى ربه ، ولا ينزلها بغيره من الأسباب العادية التي لا تملك ضراً ولا نفعاً ، فإذا لجأ الداعي إلى ربه بقلب سليم وكان دعاؤه حقيقياً صادقاً جاداً ، وكان مدعوُّه ربَّه وحده لا شريك له ، تحقق الانقطاع الصادق بالاضطرار الحقيقي إلى الله تعالى الذي هو شرط في قبول الدعاء .
ويقول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصيته لولده الحسن ( عليه السلام ) : ( وألجئ نفسك في أمورك كلها إلى إلهك ، فإنك تُلجئها إلى كهفٍ حريز ، ومانع عزيز ، فالمسألة لربك ، فإن بيده العطاء والحرمان ) .
روي أن الله تعالى أوحى إلى عيسى ( عليه السلام ) : ( ادعني دعاء الحزين الغريق الذي ليس له مغيث ، يا عيسى ، سلني ولا تسأل غيري ، فيحسن منك الدعاء ومني الإجابة ) .
الخامس عشر : تسمية الحوائج :
إن الله تعالى محيط بعباده ، يعلم حالهم وحاجاتهم ، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد ، ولكنه سبحانه يحبُّ أن تُبثُّ إليه الحوائج ، وتُسمَّى بين يديه تعالى ، وذلك كي يُقبل الداعي إلى ربه ، محتاجاً إلى كرمه ، فقيراً إلى لطفه ومغفرته .
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( أن الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ، لكنه يحبُّ أن تُبثّ إليه الحوائج ، فإذا دعوت فسمِّ حاجتك ) .
السادس عشر : ترقيق القلب :
ويستحب الدعاء عند استشعار رقة القلب وحالة الخشية التي تنتابه بذكر الموت ، والبرزخ ، ومنازل الآخرة ، وأهوال يوم المحشر ، وذلك لأن رقَّة القلب سبب في الإخلاص المؤدي إلى القرب من رحمة الله وفضله .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( اغتنموا الدعاء عند الرقة ، فإنها رحمة ) ،
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( بالإخلاص يكون الخلاص ، فإذا اشتدَّ الفزغ ، فإلى الله المفزع ) ،
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا رقَّ أحدكم فَليَدعُ ، فإن القلب لا يَرقُّ حتى يخلص ) .
وكلما رقَّ قلب الداعي كلما كان مهيئاً لاستقبال ذخائر الرحمة الاِلهية ، وتحقق قصده في الاستجابة ،
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا اقشَعَرَّ جلدك ، ودمعت عينك ، ووجل قلبك ، فدونك دونك ، فقد قصد قصدك ) .
أما القلب القاسي بكثرة الذنوب والمعاصي ، والقلب اللاهي عن ذكر الله ، المتعلق بعرض الدنيا وزخرفها ، فكلاهما مطرودان عن رحاب الله تعالى ورحمته ، ولا يستجاب لهما دعاء ، لأنه ليس ثَمَّةَ انسجام بين القلب واللسان ،
فقد جاء في وصية النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) لعليٍّ ( عليه السلام ) : ( لا يقبل اللهُ دعاءَ قلبٍ ساهٍ ) .
وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( لا يقبل اللهُ عزَّ وجل دعاءَ قلبٍ لاهٍ ) ، وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ قاس ) .
السابع عشر : البكاء والتباكي :
خير الدعاء ما هيجه الوجد والأحزان ، وانتهى بالعبد إلى البكاء من خشية الله ، الذي هو سيد آداب الدعاء وذروتها ، ذلك لأن الدمعة لسان المذنب الذي يفصح عن توبته وخشوعه وانقطاعه إلى بارئه ، والدمعة سفير رِقَّةِ القلب الذي يؤذن بالإخلاص والقرب من رحاب الله تعالى .
فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) لأبي بصير : ( إن خفتَ إمراً يكون أو حاجة تريدها فابدأ بالله ومَجِّدهُ واثنِ عليه كما هو أهله ، وصلِّ على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وَسَل حاجتَكَ وتباكَ ولو مثل رأس الذباب ، إن أبي كان يقول : إن أقرب ما يكون العبد من الرب عزَّ وجل وهو ساجد باكٍ ) .
وفي البكاء من خشية الله من الخصوصيات والفضائل ما لا يوجد في غيره من أصناف الطاعات ، فهو رحمة مزجاة من الخالق العزيز لعباده ، تقرِّبُهُم من منازل لطفه وكرمه ، وتتجاوز بهم عقبات الآخرة وأهوالها .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
( إذا أحب الله عبداً نصب في قلبه نائحةً من الحزن ، فإن الله لا يدخل النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن إلى الضرع ) ، وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره ، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء ، ولو أن عبداً بكى في أُمة لرحم الله تعالى ذكره تلك الأمة لبكاء ذلك العبد ) .
وإذا كان البكاء يفتح القلب على الله تعالى ، فإن جُمُودَ العين يُعبِّرُ عن قساوة القلب التي تطرد العبد من رحمة الله ولطفه وتؤدي إلى الشقاء ، وكان فيما أوصى به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) : ( يا علي ، أربع خصال من الشقاء : جمود العين ، وقساوة القلب ، وبُعد الأمل ، وحب البقاء ) .
وما يجب أن يُعلم أن البكاء إلى الله سبحانه فرقاً من الذنوب ، ووصفٌ محبوب ، لكنه غير مجدٍ مع عدم الإقلاع عنها ، والتوبة منها ,
قال سيد العابدين الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( وليس الخوف من بكى وجرت دموعه ما لم يكن له ورع يحجزه عن معاصي الله ، وإنما ذلك خوف كاذب ) .
واذا تهيأت للدعاء ولم تساعدك العينان على البكاء ، فاحمل نفسك على البكاء وتشبَّه بالباكين ، متذكراً الذنوب العظام ومنازل مشهد اليوم العظيم ، يوم تُبلى السرائر ، وتظهر فيه الضمائر ، وتنكشف فيه العورات ، عندها يحصل لك باعث الخشية ، وداعية البكاء الحقيقي ، والرقة وإخلاص القلب .
الثامن عشر : العموم في الدعاء :
ومن آداب الدعاء أن لا يخصَّ الداعي نفسه بالدعاء ، بل يذكر إخوانه المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ، وهذا من أهم آداب الدعاء ، لأنه يدل على التضامن ونشر المودَّة والمحبة بين المؤمنين ، وإزالة أسباب الضغينة والاختلاف فيما بينهم .
وذلك من منازل الرحمة الإلهية ، ومن أقوى الأسباب في استجابة الدعاء ، فضلاً عن ثوابه الجزيل للداعي والمدعو له ،
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إذا دعا أحدكم فليعمُّ ، فإنه أوجب للدعاء ) .
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا قال الرجل : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم وجميع الأموات ، ردَّ الله عليه بعدد ما مضى ومن بقي من كل إنسان دعوة ) ، وقال ( عليه السلام ) : ( دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدرُّ الرزق ، ويدفع المكروه ) .
التاسع عشر : التضرع ومد اليدين :
ومن آداب الدعاء إظهار التضرع والخشوع ، فقد قال تعالى : ( واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية ) الأعراف : 205 ، وقد ذمَّ الله تعالى الذين لا يتضرعون إليه في قوله تعالى : ( ولقد أخذنا بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ) المؤمنون : 76 .
وعن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزَّ وجل : ( فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( الاستكانة هي الخضوع ، والتضرُّع هو رفع اليدين والتضرُّع بهما ) .
وعن أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يرفع يديه إذا ابتهل ، ودعا كما يستطعم المسكين ، والتضرُّع من أسباب استجابة الدعاء ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إن الله يستحي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردَّهُمَا خائبتين ) .
والعلة في رفع اليدين هي إظهار الاستكانة والفاقة بين يديه تبارك وتعالى ، ولليدين وظائف وهيئات في الدعاء تتغير حسب حال الداعي في الرغبة والرهبة ، والتضرُّع ، والتبتُّل والابتهال .
فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( الرغبة : تبسط يديك وتظهر باطنهما ، والرهبة : بسط يديك وتظهر ظهرهما ، والتضرُّع : تُحَرِّك السبابة اليمنى يميناً وشمالاً ، والتَبَتُّل : تُحَرِّك السبابة اليسرى ترفعها في السماء رسلاً وتضعها ، والابتهال : تبسط يديك وذراعيك إلى السماء ، والابتهال حين ترى أسباب البكاء ) .
العشرون : الإسرار بالدعاء :
فيستحب أن يدعو الاِنسان خُفية ليبتعد عن مظاهر الرياء التي تمحق الأعمال وتجعلها هباءً منثوراً ، فقال تعالى : ( ادعو ربكم تضرعا وخفية ) الأعراف : 55 .
وقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( دعوة العبد سِراً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية ) ، وفي رواية أخرى عنه ( عليه السلام ) : ( دعوة تخفيها أفضل عند الله من سبعين دعوة تظهرها ) .
الواحد والعشرون : التريُث بالدُعاء :
ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في الدعاء ، بل يدعو مترسلاً ، وذلك لأن العجلة تنافي حالة الإقبال والتوجه إلى الله تعالى ، وما يلزم ذلك من التضرُّع والرقة ، كما أن العجلة قد تؤدي إلى ارتباك في صورة الدعاء أو نسيان لبعض أجزائه .
فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن رجلاً دخل المسجد فصلى ركعتين ، ثم سأل الله عزَّ وجل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( عجَّل العبد ربه ) ، وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله عزَّ وجل وصلى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( سَل تُعطَ ) .
الثاني والعشرون : عدم القنوط :
وعلى الداعي أن لا يقنط من رحمة الله ، ولا يستبطىء الإجابة فيترك الدعاء ، لأن ذلك من الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء ، وهو بذلك أشبه بالزارع الذي بذر بذراً فجعل يتعاهده ويرعاه ، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله .
فعن أبي بصير ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ( لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزَّ وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء ) ، فقلتُ : كيف يستعجل ؟ قال ( عليه السلام ) : ( يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الاِجابة ) .
وعليه يجب على الداعي أن يفوِّض أمره إلى الله ، واثقاً بربه ، راضياً بقضائه سبحانه ، وأن يحمل تأخر الإجابة على المصلحة والخيرة التي حباها إياه مولاه ، وأن يبسط يد الرجاء معاوداً الدعاء لما فيه من الأجر الكريم والثواب الجزيل .
جاء في وصية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لولده الحسن ( عليه السلام ) : ( فلا يقنطك إبطاء إجابته ، فإن العطية على قدر النية ، وربما أُخرت عنك الاِجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل ، وأجزل لعطاء الآمل ، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأُوتيت خيراً منه عاجلاً أو آجلاً ، أو صرف عنك لما هو خير لك ، فَلَرُبَّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته ) .
الثالث والعشرون : الإلحاح بالدعاء :
وعلى الداعي أن يواظب على الدعاء والمسألة في حال الاِجابة وعدمها ، لأن ترك الدعاء مع الإجابة من الجفاء الذي ذَمَّهُ تعالى في محكم كتابه بقوله : ( ثم وإذا مس الإنسان ضر دعا ربّه منيباً إليه خوّله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل ) الزمر : 8 ،
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لرجل يَعِظُهُ : ( لا تكن ممن إن أصابه بلاء دعا مضطراً ، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً ) .
أما في حال تأخر الإجابة فيجب معاودة الدعاء وملازمة المسألة ، لفضيلة الدعاء في كونه مخُّ العبادة ، ولأنه سلاح المؤمن الذي يقيه شر أعدائه من الشيطان ، وحُبُّ الدنيا ، وهوى النفس والنفس الأمَّارة ، ولربما كان تأخير الإجابة لمصالح لا يعلمها إلا من يعلم السر وأخفى ، فيكون الدعاء خيراً للعبد في الآجلة ، أو يدفع عنه بلاءً مقدراً لا يعلمه في العاجلة .
ولعل تأخير الإجابة لمنزلته عند الله سبحانه ، فهو يحب سماع صوته والإكثار من دعائه ، فعليه أن لا يترك ما يحبه الله سبحانه ،
فقد روي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : ( إن المؤمن يسأل الله عزَّ وجل حاجة فيؤخر عنه تعجيل إجابته حُباً لصوته واستماع نحيبه ) .
وعليه ، فيجب الإلحاح بالدعاء في جميع الأحوال ، ولما في ذلك من الرحمة ، والمغفرة ، واستجابة الدعوات ،
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( رحم الله عبداً طلب من الله عزَّ وجل حاجَةً فَأَلَحَّ في الدعاء ، استجيب له أو لم يستجب ) .
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن الله عزَّ وجل كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة ، وأحبَّ ذلك لنفسه ، إن الله عزَّ وجل يحب أن يُسأل ويُطلب ما عنده ) .
الرابع والعشرون : التقدُم في الدعاء :
ومن آداب الدعاء أن يدعو العبد في الرخاء على نحو دعائه في الشدة ، لما في ذلك من الثقة بالله ، والانقطاع إليه ، ولفضله في دفع البلاء ، واستجابة الدعاء عند الشدة ، فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( من سَرَّهُ أن يُستجابَ له في الشدة ، فليكثر الدعاء في الرخاء ) .
وكان من دعاء الإمام السجاد ( عليه السلام ) : ( ولا تجعلني ممن يبطره الرخاء ، ويصرعه البلاء ، فلا يدعوك إلا عند حلول نازلة ، ولا يذكرك إلا عند وقوع جانحة ، فيضرع لك خدَّه ، وترفع بالمسألة إليك يده ) .
الخامس والعشرون : التختم بالعقيق والفَيرُوزَج :
ويستحب في الدعاء لبس خاتم من عقيق أو من فيروزج ، وذلك لقول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( ما رُفِعَت كفٌّ إلى الله عزَّ وجل أحبُّ إليه من كفٍّ فيها عقيق ) ، ولقوله ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله عزَّ وجل : إني لأستحي من عبدٍ يرفع يدَه وفيها خاتم فيروزج فأَرُدَّهَا خائبة ) .
السادس والعشرون : الآداب المتأخرة عند الدعاء :
وهناك جملة آداب متأخرة عن الدعاء ، أَكَّدَت عليها النصوصُ الاِسلامية ، وفيما يلي أهمها :
1 - أن يقول الداعي : ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) :
فيستحب أن يقال بعد الدعاء : ( ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ) ، وفي هذه الكلمة فضل عظيم لما تنطوي عليه من إقرار العبد بالمشيئة المطلقة ، وانقطاعه عن جميع الأسباب ، وتعلّقه بحول الله وقوته ، فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا دعا رجل فقال بعدما دعا : ما شاء الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، قال الله عزَّ وجل : استَبسَلَ عبدي واستَسلَمَ لأمري ، اقضوا حاجتَهُ ) ، وعنه ( عليه السلام ) : ( ما من رجل دعا فختم دعاءه بقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، إلا أجيب صاحبه ) .
2 - أن يصلي الداعي على النبي وآله ( عليهم السلام ) :
فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( من كانت له إلى الله عزَّ وجل حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله ، ثم يسأل حاجته ، ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد ، فإن الله عزَّ وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط ) .
3 - أن يمسح الداعي وجهه ورأسه بيديه :
فمن الآداب المتأخرة عن الدعاء أن يمسح الداعي وجهه ورأسه بيديه ، فروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
( ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز الجبار إلا استحيا الله عزَّ وجل أن يردَّها صفراً حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء ، فإذا دعا أحدكم فلا يَرُدُّ يده حتى يمسح على وجهه ورأسه ) ، وفي دعائهم ( عليهم السلام ) : ( ولم ترجع يد طالبة صفراً من عطائك ، ولا خائبة من نحل هباتك ) .
4 - أن يقول الداعي في حالة استجابة دعائه
( الحمد لله الذي بعزته تتم الصالحات ) وأن يصلي صلاة الشكر .
5 - أن يقول الداعي في حالة عدم استجابة دعائه
( الحمدُ لله على كلِّ حال ) وأن لا يسأم من الدعاء .
الخاتمة :
فالدعاء يُعدُّ صفحة مشرقة من صفحات التراث الإسلامي ، فهو من حيث الفصاحة والبلاغة آية من آيات الأدب الرفيع ، ومن حيث المضمون وسيلة لنشر تعاليم القرآن ، وآداب الإسلام ، وتلقين أصول العقيدة ، وكذلك هو تهذيب للنفوس وسبب لصفائها ، وعامل في تنمية نزعاتها الخيرة ، لتصل إلى درجات الطاعة والفضيلة .
وصلى الله على محمد واله
دمتم برعاية المولى ولطف الباري