بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
خصائص الدولة المهدوية في القرآن الكريم
أن من أهم العقائد في مذهب أهل البيت عليهم السلام الأعتقاد بأمامة أثني عشر إماماً بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله و سلم آخرهم القائم المهدي عجل الله فرجه الشريف , و أدلتهم على ذلك كثيرة لا تحصى من القرآن الكريم و السنة الشريفة .
و مما نعتقد به أن الإمام الثاني عشر هو إمام حي غائب إلى أن يأذن الله له بالظهور و هو صاحب الدولة العالمية التي يملؤها قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و جوراً .
كما ورد في الحديث عنهم عليهم السلام (دولتنا آخر الدول )
و قد جعل الله عز و جل لهذه الدولة خصائص و ميزات صرح بها في كتابه العزيز و هي خمس خصائص :
أولاً : إتمام النور الآلهي و إظهار الإسلام على الدين كله , قال تعالى (و هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و كفى بالله شهيداً) و قد صرح المفسرون من جميع المذاهب بأن الوعد يتحقق في عصر الإمام المهدي الموعود عجل الله فرجه الشريف و في دولته المهدوية , حيث يظهر الإسلام على جميع الأديان في الشرق و الغرب .
ثانياً : إستخلاف صالحي العباد , قال تعالى : (و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) فيريد الله بهذا الأستخلاف تكريم المؤمنين الصالحين في الدنيا قبل الآخرة و الذي يتمثل في وراثة الأرض و حكمها حيث العاقبة للمتقين .
ثالثاً : إقامة المجتمع التوحيدي الخالص , عرفنا في الخاصية الثانية أن المجتمع يكون بين أيدي الصالحين الذين يمثلون الدين الإسلامي الأصيل , فإذا مكنهم الله , أقاموا الصلاة و أمروا بالمعروف و حكموا بالعدل .... و طبقوا الشريعة الإسلامية حتى يقيمون البشرية على التوحيد الخالص لله .
رابعاً : تحقق الغاية الكاملة من خلق الأنسان و هي العبادة لله تعالى و حده , قال تعالى : (و ما خلقت الجن و الأنس إلا ليعبدونِ) ففي الدولة المهدوية تتحقق العبادة الحقة للمعبود الحق بجانب التوحيد الخالص لله عز و جل .
خامساً : إنهاء الردة عن الدين الإسلامي , و الردة يقصد بها هنا موالاة اليهود و النصارى في جميع شؤنهم كما و رد في تفسير العلامة الطبطبائي رحمه الله , فيتم أنهاء هذه الردة عن الأمة الإسلامية .
هذه هي بعض من خصائص الدولة المهدوية في القرآن الكريم ... أضف إليها ما و رد في روايات المعصومين عليهم السلام من خصائص هذه الدولة من فيض العلوم و الأموال و الخيرات و الأمن و العدل .... .
نسأل الله عز و جل أن يجعلنا ممن يُملك في دوة صاحب العصر و الزمان عجل الله فرجه الشريف .
المصدر : أعلام الهداية , الجزء الرابع عشر , مع بعض التعديل و الأضافة