«دين محمد العربي» و«مؤسس الجمهورية الإسلامية هو عربي ابن عربي»
المرشد الأعلي في إيران:قَرشي هاشمي ابن رسول الله
صحيفة الأخبار اللبنانية - 18 / 6 / 2009م - 2:58 م
السيد حسن نصرالله
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي أطلّ عبر شاشة على احتفال تكريمي لماكينة الحزب الانتخابية في بيروت وجبل لبنان والشمال، قدّم تقويماً للانتخابات والعوامل المؤثّرة والنتائج، فنفى ما تردّد عن أن الحزب لم يكن يريد الفوز، مؤكداً أن هدف المعارضة كان الحصول على أغلبية نيابية، وأنها عملت بجدية للفوز، ولكن ذلك لم يتحقق لعوامل عدة، منها ما تضمّنته الحملة الانتخابية للفريق الآخر الذي «لم يكن عنده أي مشكلة أخلاقية في اعتماد وسائل تقوم على الافتراء أو الكذب أو التضليل»، ثم «التهويل» بتداعيات فوز المعارضة، إذ جرت الانتخابات «تحت ترهيب أميركي وإسرائيلي وغربي وعربي».
ورأى أن أصوات المغتربين كانت مؤثّرة في بعض الدوائر، ولم يكن هناك تكافؤ فرص في هذا المجال، وأن التركيز كان على زحلة التي غيّرت الوضع كله «وإلا لكنّا 64ـ64». وانتقد أيضاً حجم الإنفاق المالي، كاشفاً أن ما يمكن أن يؤدي إلى طعن حقيقي هو شراء الأصوات، ذاكراً أنه في زحلة دُفع ألفان و3 آلاف دولار ثمن الصوت الواحد، إضافة إلى دفع أموال مقابل حجب أصوات و«نحن نتابع هذا الموضوع بالطرق القانونية».
ومن المؤثرات أيضاً، ذكر: التحريض الطائفي والمذهبي والعنصري و«هذا النوع من الخطابات استخدم في الانتخابات، قبلها وما يزال بعد الانتخابات»، معتبراً أن أكثر شريحتين استُهدفتا في هذا الخطاب هما الشيعة والأرمن، وأن الأخيرين يتعرّضون لأسهم عنصرية وطائفية «وغير أخلاقية»، وحدث ضد الشيعة «تحريض كبير، بعضه واضح وبعضه مبطّن»، رافضاً وصفهم بالكتلة الصمّاء أو البلوك الشيعي. وقال إن «حكاية الإقطاع السياسي انتهينا منها».
وأوضح أن المعارضة لم تبن على نتائج استطلاعات الرأي، نافياً أيضاً تأثير خطابها على مسار الانتخابات، وأكد أنها «لم تخسر موقعها، بل حافظت عليه وصمدت أمام حرب عالمية حقيقية»، و«أثبتت حضورها الوطني في جميع الطوائف والمناطق»، مكرراً أنها «الأكثرية الشعبية» و«هم الأغلبية النيابية (...) إلى أن تصدر نتائج الطعون».
وتوقّف عند بيان البطريرك الماروني نصر الله صفير، عشية الانتخابات، متسائلاً: كيف يصبح الكيان مهدداً إذا فازت المعارضة؟ وقال: «غبطته موجود في بكركي منذ الثمانينيات والتسعينيات وبعد عام 2000، وخلال هذه الفترة كلها شهدنا حروباً إسرائيلية واعتداءات إسرائيلية ومجازر وتهجيراً ومشاريع توطين وفرض تسويات وفرض شروط على لبنان، لم أسمع ولا مرة غبطته يتحدث عن تهديد الكيان، هل حقيقة كل شيء عملته إسرائيل وما تمثّله إسرائيل وحتى بعد خطاب نتنياهو، سابقاً وحالياً ومستقبلاً بالنسبة إلى الكيان اللبناني لم يكن يستدعي خلال 25 سنة، وأكثر من عشرين سنة من تولّي غبطة البطرك المسؤولية أن يتحدث عن تهديد الكيان، لكن فوز المعارضة يجعله يأخذ هذا السقف العالي جداً؟».
كذلك سأل صفير: «هل نحن عرب في المعارضة أم غير عرب؟»، و«إذا كان المقصود سوريا فسوريا عربية»، أما إذا كان المقصود إيران فـ«الموجود في إيران هو الحضارة الإسلامية» و«دين محمد العربي» و«مؤسس الجمهورية الإسلامية هو عربي ابن عربي»، وكذلك المرشد الأعلى في إيران «قَرشي هاشمي ابن رسول الله». وقال إنه سيعمل على أخذ مخاوف صفير «بجدية، وإعداد دراسات ومجموعة اقتراحات لتأكيد الوجه العربي للبنان وتعزيزه، ونطلب من غبطة البطرك تأييدها في بيان علني».
وتطرق إلى موضوع ولاية الفقيه، قائلاً إن هذا الأمر «جزء من معتقدنا الديني والإساءة إليه إساءة إلى معتقدنا الديني»، وخاطب وسائل الإعلام في لبنان وخارجه: «تجنّبوا الإساءة لمعتقداتنا الدينية وقولوا فينا في السياسة ما شئتم».
وأعلن أن مرشح الحزب لرئاسة البرلمان هو الرئيس نبيه بري، وأن من حق الأغلبية أن تسمّي رئيس الحكومة، راهناً المشاركة في الحكومة «بما سنسمع من أفكار ويعرض علينا من طروحات». وأكد استمرار المشاركة في طاولة الحوار، آملاً أن يكون سلاح المقاومة «قد بات خارج الاستهلاك»، مطالباً برد وطني على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وبعد ترؤّسه اجتماع تكتّل التغيير والإصلاح، أكد العماد ميشال عون تأييده «حكماً» لمرشح المعارضة لرئاسة البرلمان. لكنه رأى أن «من المبكر البحث» في موضوع ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة «فعلينا الاطلاع على برنامجه». ونفى المطالبة بالثلث المعطل، «بل نطالب بالتمثيل النسبي في حكومة اتحاد وطني». وقال إن صيغة 15-5-10 «تسلية للصحف». ونبّه من «تحضيرات مستقبلية كريهة جداً» لم يحددها، منتقداً تركيز الاهتمام على رئاستي الحكومة والبرلمان «ومن سننتخب وأن كل شيء عاد إلى طبيعته، ولكن لا تشعرون بالضربة الكبيرة الآتية قبل الوقت حتى تتصدّوا لها».
وتوقف أمام سحب الأكثرية لموضوع سلاح حزب الله من التداول، بعد الانتخابات، مردفاً: «إننا سعداء بانضمام سعد الدين الحريري إلى التفاهم بيننا وبين الحزب، وندعوه رسمياً إلى الالتزام بهذا الخطاب، ولا داعي لكي يتحدث رسمياً مع حزب الله ما دام الاتفاق على مسألة السلاح قد تمّ، فلنؤلف كتلة مشتركة لتبحث المواضيع الأخرى التي قد نتفاهم عليها وباستطاعتنا اعتبار موضوع الحوار قد انتهى ولا لزوم له بعد اليوم». وقال جازماً: «موضوع السلاح لن يستهلك منا ولا أي دقيقة أو ثانية بعد الآن».