تأثير موعظة في قلب يقظ

ورد في حالات الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء ، وهو من أعلام القرن الثالث عشر الهجري وكان يعيش في النجف الأشرف:

في أحدى الليالي ، وعندما نهض للتهجد ، أيقظ أبنه الشاب وقال له أنهض لنذهب إلى الحرم ونصلي هناك ، فاعتذر الشاب – الذي كان النهوض في تلك الساعة من الليل صعباً عليه – فقال: أني لست مستعداً الآن فلا تنتظرني! أذهبوا وسآتي فيما بعد .

فرد الشيخ : كلا ، أنا واقف منتظر هنا ، فانهض وتحضر لنذهب معاً .

فاضطر الأبن الشاب إلى النهوض والتوضؤ ثم ذهبا معاً . وعندما وصلا إلى باب صحن الحرم المطهر شاهد فقيراًَ وقد جلس يستجدي من الناس ، فوقف ذلك العالم الكبير وتوجه إلى ولده مخاطباً له بالقول : - لماذا جلس هذا الشخص هنا في هذه الساعة من الليل؟!.

فقال الأبن: جلس للاستجداء من الناس.

فسأله الشيخ : وكم يمكن أن يحصل عليه من المارة؟.

أجاب الأبن : بضعة دراهم .

فقال الشيخ : إذن فكر في الأمر ملياً ، لقد جاء هذا الرجل هنا في هذه الساعة وتخلى عن راحته ونومه وجلس في هذه الزاوية فاتحاً يد للتذلل للناس من أجل الحصول على مبلغ قليل محتمل ،! أليس لك - بمقدار رجاء هذا الشخص للحصول على ما يريد – من الثقة بوعود الله تعالى للقائمين والمتهجدين في الأسحار وهو تعالى القائل: " فلا تعلم نفساً ما أخفي لهم من قرة أعين "

وينقل أن هذه الموعظة الصادرة من هذا القلب الحي اليقظ قد هزت وايقظت هذا الشاب بحيث أنه لم يترك صلاة الليل إلى وفاته ولم يحرم من سعادة القرب الإلهي في ساعات السحر الحبيبة والغالية " أن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حياً" فمن كان قلبه حياً يتأثر بموعظة أصحاب القلوب الحية الطاهرة أمثال هذا الشيخ وإلا :"ما أنت بمسمع من في القبور " فماذا يرجى من الموتى.

ولكم أرق التحايا المهدوية