جاء في رِسَالَةِ الذِّكْرَى:
{بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين كمَا مُقتَضَى قولِه تعالى {إنما يريد اللهُ لِيُذهِبَ عنكم الرِّجْسَ أهلَ البيت ويُطهِّرَكم تطهيراً}، وبعد..
أستاذي الكريم..ألتمس منك تعليقًا شافيًا عما سأتناوله فإنْ رَأَيْتَ ذلك فَبِها وإلا فإني أرَانِي قد أُعْذرتُ.. سأشرع -بعونه تعالى وتوفيقه- في نقل نصوص وروايات مِن كتاب (صحيح البخاري) وأسأله سبحانه أن يُؤَيِّدَنِي بالتعليق عليها بما آتاني.. إنه ولي ذلك والقادر عليه..
يقول محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه:
1-في الجزء الثامن من (كتاب الأحكام): حدثني محمد بن المثنى حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت جابر بن سمرة قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم يقول:
[يكون اثنا عشر أميراً]، فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي: إنه قال:[كلهم من قريش].
أقول(أنا سلمان): لم يخرج علماء إخواننا المسلمين بمِصْدَاقٍ مُقنعٍ يمكن أن يَنطَبِق عليه كَيْنُونَةُ الاثني عشر أميرًا -فقط- بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم،فإنَّ كلماتهم بهذا الصَّدَدِ غَايَة في الاضطراب. وعلى أية حال..فإنَّ هذا الحديث الشريف -وبعد أكثر مِن ألف وأربعمئة سنة- لا يمكن أن يَنْطبِق إلا على مذهبنا الجعفري فنحن -الشيعة الإمامية الاثني عشرية- الذين نَعْتَقِد بِوُجُودِ اثني عشر أميرًا -فقط وفقط- قد اسْتَخْلَفَهم رسولُ الله بأمرٍ منه تعالى،منذ انتقاله إلى الرفيق الأعلى صلى الله عليه وآله وسلم حتى تقوم الطامة الكبرى.. أجارنا الله تعالى من أهوالها وإياكم}.
الحاشية:
*البخاري (ج
كتاب الأحكام (في أوَّلِه): عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال:
[مَن أطاعَنِي فقد أطاع اللهَ ومَن عصانِي فقد عصى اللهَ، ومَن أطاع أَمِيرِي فقد أطاعني، ومَن عصى أميري فقد عصاني].
*ورَوَى مِثْلَه النسائي في صحيحه (ج7) مِن كتاب البيعة. في الحَضّ على طاعة الإمام.
*المستدرك (ج 3) فضائل علي بن أبي طالب: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الشيباني... عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:
[مَن أطاعَِني فقد أطاع اللهَ ومَن عصانِي فقد عصى اللهَ، ومَن أطاع عليًّا فقد أطاعني، ومَن عصى عليًّا فقد عصاني].
*مسند أحمد بن حنبل (ج2) مسند أبي هريرة رضي الله عنه:
حدثنا عبد الله (قال) حدثني أبي قال قرئ على سفيان سمعت أبا الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فسمعتُ سفيانَ يقول (إنّ النبي صلى الله عليه وآله قال):
[مَن أطاع أميري فقد أطاعني ومَن أطاعني فقد أطاع الله عز وجل].
*المستدرك (ج 3)كتاب فضائل الصحابة. ذِكْر جابر بن سمرة السوائي: حدثني محمد بن صالح بن هانئ ... حدثنا جرير عن المغيرة عن الشعبي عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:
كنتُ عند رسول الله صلى الله عليه وآله فسمعتُه يقول:
[لا يَزَالُ أَمْرُ هذه الأُمَّةِ ظاهِرًا حتى يَقُومَ اثْنَا عشر خليفةً]، وقال كلِمَةً خَفِيَت عَلَيَّ، وكان أبي أَدْنَى إليه مَجْلِسًا مِنِّي فقلتُ: مَا قال؟ فقال: [كلُّهم مِن قريش].
وقد رَوَى جابرُ ابن سمرة عن أبيه حَدَّثنا آخَر.
*البخاري (ج
كتاب الأحكام. باب الأمراء من قريش: قال ابنُ عمر: قال رسولُ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:
[لا يَزَال هذا الأَمْرُ في قريش مَا بَقِيَ منهم اثْنَان].
وروَى مثلَه مسلمٌ في صحيحه والحاكمُ في مستدركه وغيرُهما.
أقول: البخاري عَقَد هذا البابَ للحديث عن أحكام الإمَارَة والأمراء في الإسلام، وأتَى بالحديث الماضي هنا، فالمقصودُ مِن كلمة (الأمر) هو الخلافة والإمارة بعد النبي صلى الله عليه وآله،والحديثُ صَرِيحٌ في أنَّ الإمارة والخلافةَ لَنْ تَخْرُج مِن قريش،ونحن نَرَى أنَّ الخلافةَ والحكومةَ الظاهريَّةَ قد خَرَجَت مِن القرشيين قَطْعًا، فهل يُخطِئ أو يَشْتَبِه النبيُّ في إخبَارِه وهو الذي {ما يَنْطِق عن الهوَى*إنْ هو إلا وَحْيٌ يُوحَى}؟! إذن الرسول صلى الله عليه وآله ليس بِصَدَدِ الإخبَار عمَّن سَيَحْكُم ظاهِرًا بين الناس حتى لو كان بالقوَّة والقَهْر والغَلَبَة أو بالشورَى، وإنما هو بِصَدَدِ تَعْرِيف الأمَّة وإخْبَارها بأنَّ الحُكَّامَ والأمَرَاءَ الشَّرْعِيِّين هم مِن قريش، وحَدَّدَ عَدَدَهم وأنهم اثنا عشر فقط، لا ينقصون ولا يزيدون، وهذا لا يَتَأَتَّى أبدًا إلا على مَذهبنا نحن الإمامية ولله الحمد رب العالمين.
*صحيح مسلم (ج 6) كتاب الإمارة. باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش:...حدَّثنا قتيبةُ بن سعيد (قال) حدثنا جرير عن حصين عن جابر بن سمرة قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول (نفس الحديث الآتي) وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي -واللَّفظُ له- (قال) حدثنا خالد - يعني ابن عبدالله الطحان- عن حصين عن جابر بن سمرة قال: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي علَى النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم فسمعتُه يقول:
[إنَّ هذا الأَمْرَ لا يَنْقَضِي حتى يَمْضِي فيهم اثْنَا عشر خَلِيفَةً]، قال (الراوي): ثم تَكَلَّمَ (النبيُّ صلى الله عليه وآله) بِكَلامٍ خَفِيَ عَلَيَّ، قال (الراوي): فقلتُ لأَبِي: مَا قال؟ قال (أبُوه إنَّ النبي صلى الله عليه وآله قال): [كُلُّهم مِن قريش].
وروَى مسلمٌ بعده مباشرةً: حدثنا ابن أبي عمر (قال) حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم يقول:
[لا يزال أَمْرُ الناس مَاضِيًا مَا وَلِيَهم اثنا عشر رَجُلاً]، ثم تَكَلَّمَ النبيُّ صلى الله عليه (وآله) وسلم بِكَلِمَةٍ خَفِيَت عَلَيَّ فسَأَلْتُ أَبِي: مَاذا قال رسولُ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم؟ فقال: [كلُّهم مِن قريش].
وقال مسلمٌ بعده: حدثنا هداب بن خالد الأزدي (قال) حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال: سمعتُ جابرَ بن سمرة يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يقول:
[لا يزال الإسلامُ عَزِيزًا إِلَى اثنَيْ عشر خليفة]ثم قال كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا، فقلتُ لأبي: مَا قال؟ فقال: (قال النبيُّ صلى الله عليه وآله): [كلهم مِن قريش].
وقال بعده: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (قال)حدثنا أبو معاوية عن داود عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال: قال النبيُّ صلى الله عليه (وآله) وسلم:
[لا يزال هذا الأَمْرُ عَزِيزًا إِلَى اثنَيْ عشر خليفة] قال (الراوي): ثم تَكَلَّم بِشَيْءٍ لم أَفْهَمْه، فقلتُ لأبي: مَا قال؟ فقال: [كلُّهم مِن قريش].
وقال بعده: حدثنا نصر بن علي الجهضمي ... حدثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال: انْطَلَقْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، ومَعِي أَبِي فسمعتُه يقول(النبيُّ صلى الله عليه وآله):
[لا يزال هذا الدِّينُ عَزِيزًا مَنِيعًا إِلَى اثنَيْ عشر خليفة] فقال كَلِمَةً صَمَّنِيهَا الناسُ، فقلتُ لأبي: مَا قال؟ قال: [كلُّهم مِن قريش].
وقال بعده: حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة ... عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: كَتَبْتُ إلى جابر بن سمرة مَعَ غلامي نافِعٍ: أنْ أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سمعتَه مِن رسول الله صلى الله عليـه (وآله) وسلم،قال:فَكَتَبَ إِلَيَّ:سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يوْمَ جمعةٍ عَشِيَّةَ رَجْمِ الأَسْلمي يقول:
[لا يزال الدِّينُ قائِمًا حتى تَقُـومَ الساعةُ (أو) يَكُون عليكم اثنا عشر خليفة كلُّهم مِن قريش]، وسمعته يقول: [عصيبة مِن المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى أو آل كسرى] وسمعتُه يقول:[إنَّ بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم]، وسمعته يقول: [إذا أعطى اللهُ أحدَكم خيرًا فليبدأ بنفسه وأهل بيته]، وسمعتُه يقول: [أنا الفَرْطُ على الحوض].
*الترمذي (ج3) (ح2323): عن جابر بن سمرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:
[يَكُون مِنْ بَعْدِي اثنـا عشر أَمِيرً] قال (الراوي): ثم تكلم بِشَيْءٍ لم أَفهَمه، فسألتُ الذي يَلِينِي، فقال: قال (النبيُّ صلى الله عليه وآله):[كلُّهم مِن قريش]. وذكَرَ الترمذيُّ أكثرَ مِن طَرِيقٍ لهذا الحديث الشريف.
*صحيح أبي داود (ج2) تحت عنوان: (آخر كتاب الفتن) كتاب المهدي: (ح4279): عن إسماعيل -يعني ابن أبي خالد- عن أبيه عن جابر بن سمرة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول:
[لا يزال هذا الدِّينُ قائِمًا حتى يَكُون عليكم اثنا عشر خليفة كلُّهم تَجْتَمِع عليه الأُمَّة]، فسمعتُ كلامًا مِن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم لم أَفهَمْه، قلتُ لأَبي: مَا يقول؟ قال:[كلهم مِن قريش].
أقول: سيأتي إن شاء الله بأنَّ مَعنى (اجْتِمَاعَ الأمَّة عليهم) هو اجتماعها في زَمَن الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام، ولَعَلَّ مِن الدّلائل على ذلك أنَّ أبا داود (الحافظ) روَى هذه الروايات فيما يَخُصّ الإمام المهدي عليه السلام، تحت عنوان (كتاب المهدي).
وبعده
ح4280): حدثنا موسى بن إسماعيل...حدثنا داود عن عامر عن جابـر بن سمرة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول:
[لا يزال هذا الدِّينُ عَزِيزًا إلى اثني عشر خليفة] قال (الراوي):
فكَبَّرَ الناسُ، وضَجُّوا، ثم قال كَلِمَةً خَفِيَّة، قلتُ لأبي: يا أبتِ مَا قال؟ قال: [كلهم مِن قريش].
وبعده: (ح4281): حدثنا ابنُ نفيل... حدثنا الأسودُ بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة، بهذا الحديث، زَادَ (في رواية هذا الحديث): فلمَّا رَجَعَ إلى مَنْزِلِه أَتَتْهُ قريشٌ فقالوا: ثم يكون مَاذا؟ فقال (النبيُّ صلى الله عليه وآله):
[ثم يَكُون الهَرجُ].
*مسند أحمد بن حنبل (ج1) مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: حدثنا عبد الله (قال) حدثني أبي(قال) ثنا(أي: حدّثنا، وهكذا كل ما سيأتي إن شاء الله تعالى) وكيع ثنا الأعمش عن أبي وائل قال: كنتُ جالسًا مع عبد الله وأبي موسى فقالا: قال رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم:
[إنّ بين يدي الساعة أيامًا ينزل فيها الجهل ويُرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج]
قال: قلنا: وما الهرج؟ قال:[القتل].
*مسند أحمد بن حنبل (ج1) مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا الأشجعي عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله وأبي موسى الأشعري قالا: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: [إنّ بين يدي الساعة أيامًا يرفع فيهن العلم وينزل فيهن الجهل ويكثر فيهن الهرج] قال: [والهرج القتل].
*مسند أحمد بن حنبل (ج1) مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن شقيق قال كنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى وهما يتحدثان فقالا: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: [بين يدي الساعة أيام يرفع فيها العلم وينزل فيهن الجهل ويظهر فيهن الهرج، والهرج القتل].
أقول: مِن الدّلائل على أنَّ الخلفاء الاثني عشر هم الأئمة الذين نَعتقد بإمامتهم، أنَّه يكون بعد الإمام الثاني عشر (الإمام المهدي) الهرج والمرج، ثم قيام القيامة.
*المستدرك (ج4ص501) كتاب الفتن والملاحم. ذِكْر ثلاثِ خلالٍ لابد منها لأمراء قريش: حدثني محمد بن صالح بن هانئ ...عن مسروق قال:كُنَّا جُلُوسًا لَيْلَةً عند عبدِ الله يُقْرِئُنا القرآنَ، فسَأَلَه رَجُلٌ فقال: يا أباعبد الرحمن..هل سأَلْتم رسولَ الله صلى الله عليه وآله كَمْ يَمْلِك هذه الأمَّةَ مِن خليفة؟ فقال عبدُ الله: مَا سَأَلَنِي عن هذا أَحَدٌ مُنذ قَدِمْتُ العراق قبلك، قال (عبد الله): سَأَلْنَاه فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):
[اثنا عشر،عِدَّةُ نُقَبَاءِ بَنِي إسْرَائِيل].
*المستدرك(ج3)ذِكْر أبي جحيفة السوائي:حدثنا علي بن عيسى ...عن عون ابن أبي جحيفة عن أبيه قال: كنتُ مع عَمِّي عند النبي صلى الله عليه وآله فقال:
[لا يزال أَمْرُ أُمَّتِي صالِحًا حتى يَمْضِي اثنـا عشر خليفة]، ثم قال كَلِمَةً وخَفضَ بها صَوْتَه، فقلتُ لِعَمِّي-وكان أَمَامِي-: مَا قال يا عَمّ؟ قال: قال يا بُنَيَّ: [كلُّهم مِن قريش].
*مسند أحمد بن حنبل(ج6)حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن... المجالد عن الشعبي عن مسروق قال: كنّا جلوسًا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسولَ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم كم تمْلك هذه الأمة مِن خليفة؟
فقال عبد الله بن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم، ولقد سألنا رسولَ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم فقال:
[اثنا عشر كَعِدّة نقباء بني إسرائيل].
*مسند أحمد بن حنبل (ج1) مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى ثنا حماد ابن زيد عن المجالد عن الشعبي عن مسروق قال: كنّا جلوسًا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم كم تملك هذه الأمة مِن خليفة؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم ولقد سألنا رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم فقال:
[اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل].
*مسند أحمد بن حنبل (ج1) مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا أبو عقيل ثنا مجالد عن الشعبي عن مسروق قال: كنّا مع عبد الله جلوسًا في المسجد يقرئنا فأتاه رجل فقال: يا ابن مسعود هل حدثكم نبيكم كم يكون مِن بعده خليفة؟
قال: نعم [كعدة نقباء بني إسرائيل].
*مسند أحمد بن حنبل(ج5)حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حماد بن خالد ثنا ابن أبي ذئب عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد قال: سألت جابر بن سمرة عن حديث رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم:
[لا يزال الدين قائمًا حتى يكون اثنا عشر خليفة مِن قريش،ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة ثم تخرج عصابة من المسلمين فيستخرجون كنز الأبيض كسرى وآل كسرى وإذا أعطى الله تبارك وتعالى أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهله وأنا فرطكم على الحوض].
أقول: لاحظوا قوله صلى الله عليه وآله (ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة) إنّ هذه العبارة قد وَرَدَت بعد ذِكْر خلافة الاثني عشر خليفة مِن قريش، وهذا يعني أنّ خلافة هؤلاء ستستمرّ مِن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله إلى أنْ يقْرُب يوم القيامة، وهذا ما يتطابق مع عقيدتنا في الأئمة الاثني عشر، فأوّلهم يكون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وهو الإمام علي، ويتوالَوْن واحدًا بعد الآخر إلى خاتمهم وهو الإمام المهدي حيث يُقْتَل بين يدي الساعة (صلوات الله عليهم أجمعين). ويدل عليه اتِّحَاد الأوصاف فيمَا تَقُوم عليه القيامة كما في روايات كثيرة منها ما في مسند أحمد (ج5) من حديث أبي عبد الرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبد الله الزبيري وخلف ابن الوليد قالا ثنا إسرائيل عن سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة يقول:قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:
[لا يزال هذا الأمر قائمًا يقاتل عليه المسلمون حتى تقوم الساعة].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حماد بن أسامة ثنا مجالد عن عامر عن جابر بن سمرة السوائي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم يقول في حجة الوداع:
[إنّ هذا الدين لن يزال ظاهرًا على مَن ناواه، لا يضره مخالفٌ ولا مُفارِقٌ حتى يمضي مِن أمّتي اثنا عشر خليفة]، قال: ثم تكلم بشيء لم أفهمه، فقلتُ لأبي: ما قال؟ قال:[كلهم مِن قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا مجالد عن عامر عن جابر بن سمرة السوائي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول في حجة الوداع:
[لا يزال هذا الدين ظاهرًا على مَن ناواه،لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي مِن أمّتي اثنا عشر أميرًا،كلهم] ثم خَفِيَ مِن قول رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، قال: وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم منّي، فقلتُ: يا أبتاه ما الذي خفي مِن قول رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم؟ قال: يقول: [كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد وسمعته أنا من عبد الله بن محمد ثنا حاتم بن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: كتبتُ إلى جابر بن سمرة مع غلامي: أخبرني بشيء سمعتَه مِن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم. قال: فكتبَ إليّ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يوم جمعةٍ عشيةَ رجم الأسلمي يقول:
[لا يزال الدين قائمًا حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم مِن قريش]، وسمعته يقول: [عصبة المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى وآل كسرى]، وسمعته يقول: [إنّ بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم]، وسمعته يقول: [إذا أعطى الله تبارك وتعالى أحدكم خيرًا فليبدأ بنفسه وأهل بيته]، وسمعته يقول: [أنا فرطكم على الحوض].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ثنا حماد بن سلمة ثنا سماك قال:سمعتُ جابر بن سمرة يقول:سمعتُ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول:
[لا يزال الإسلام عزيزًا إلى اثني عشر خليفة]، فقال كلمة خفيًّة لم أفهمها، قال قلتُ لأبي: ما قال؟ قال: قال: [كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا مجالد عن عامر عن جابر بن سمرة السوائي قال:سمعتُ رسول الله صلى الله عليه (وآله)وسلم يقول في حجة الوداع:
[لا يزال هذا الدين ظاهرًا على مَن ناواه لا يضره مخالف ولا مفارق حتى يمضي مِن أمّتي اثنا عشر أميرًا، كلهم مِن قريش]، قال: ثم خفي عليّ قولُ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، قال:وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم منّي فقلتُ: يا أبتاه ما الذي خفي عليّ مِن قول رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم؟ قال: يقول:[كلهم من قريش] قال: فأَشْهَد على إفْهَام أبي إيّاي(أن النبي صلى الله عليه وآله) قال: [كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم ثنا زهير ثنا زياد بن خيثمة عن الأسود بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أو قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم:
[يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش]، قال: ثم رجع إلى منزله، فأتَتْه قريشٌ فقالوا: ثم يكون ماذا؟ قال: [ثم يكون الهرج].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو كامل ثنا زهير ثنا سماك بن حرب حدثني جابر أنه سمع رسولَ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم يقول:
[يكون بعدي اثنا عشر أميرًا]،ثم لا أدري ما قال بعد ذلك، فسألتُ القومَ كلَّهم فقالوا: قال: [كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير قال: سمعتُ جابر بن سمرة يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم يقول:
[يكون اثنا عشر أميرًا]، قال: فقال كلمةً لم أسمعها، قال أبي: إنه قال: [كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا أبي ثنا داود عن عامر قال: حدثني جابر بن سمرة السوائي قال: خطبنا رسولُ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم فقال:
[إنَّ هذا الدين لا يزال عزيزًا إلى اثني عشر خليفة]، قال: ثم تكلم بكلمة لم أفهمها، وضَجَّ الناس،فقلتُ لأبي: ما قال؟ قال: [كلهم من قريش].
أقول: إذن، فقد كَرَّر وأكّدَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله على الخلافة وعلى مَن سيَخْلُفُه مِن بعده إلى يوم القيامة، ولم يَتْرُك الأمّة هملاً يتشاورون، فنجد الروايات تذكر مواطِنَ عديدة تحدّث فيها النبي الأعظم عن ذلك، فتارة يقول الراوي: (جئتُ أنا وأبي إلى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وهو يقول...)، وأخرى يقول: خطبنا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم بِعرَفات فقال...)، وثالثةً يَذكُر الراوي بأنّ قريش لَحِقَت بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) بعد أنْ عاد إلى منزله لِتسأله عمَّا يكون بعد ذلك، ممّا يُشِير إلى أن الحديث صَدَرَ في المدينة المنورة، وهكذا.
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5)من حديث أبي عبد الرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا زهير ثنا سماك هو ابن حرب حدثني جابر بن سمرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول:
[يكون بعدي اثنا عشر أميرًا]، ثم لا أدري ما قال بعد ذلك، فسألتُ القومَ فقالوا: قال: [كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) من حديث أبي عبد الرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يونس بن محمد ثنا حماد يعني ابن زيد ثنا مجالد عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله(وآله) وسلم بعرفات فقال:
[لن يزال هذا الأمرُ عزيزًا منيعًا ظاهرًا على مَن ناواه حتى يملك اثنا عشر كلهم]، قال: فلم أفهم ما بعد:[كلهم]فقلتُ لأبي: ما بعد: [كلهم؟]قال: [كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) من حديث أبي عبد الرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم:حدثناعبد الله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن عبدالملك ابن عمير قال: سمعتُ جابر بن سمرة يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول:
[لا يزال هذا الأمر ماضيًا حتى يقوم اثنا عشر أميرًا]، ثم تكلم بكلمة خفيَت عَليّ، فسألتُ عنها أبي ما قال؟ قال:[كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) من حديث أبي عبد الرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه (وآله)وسلم:حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: جئتُ أنا وأبي إلى النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم وهو يقول:
[لا يزال هذا الأمْرُ صالحًا حتى يكون اثنا عشر أميرًا]، ثم قال كلمةً لم أفهمها، فقلتُ لأبي:ما قال؟ قال: [كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5)من حديث أبي عبد الرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ابن أسد ثنا حماد بن سلمة ثنا سماك ثنا جابر بن سمرة يقول: سمعتُ النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول:
[لا يزال الإسلام عزيزًا إلى اثني عشر خليفة]، فقال كلمةً خفيةً لم أفهمها،قال: فقلتُ لأبي: ما قال؟ قال: [كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) من حديث أبي عبد الرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال: كنتُ مع أبي أو مع ابني،قال: وذكر النبيَّ صلى الله عليه(وآله) وسلم فقال:
[لا يزال هذا الأمر عزيزًا منيعًا، ينصرون على من ناواهم عليه إلى اثني عشر خليفة]، ثم تكلم بكلمة أصَمَّنِيها الناسُ، فقلتُ لأبي أو لابني: ما الكلمة التي أصمنيها الناس؟ قال:[كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5)من حديث أبي عبد الرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة ثنا داود بن هند عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
[يكون لهذه الأمة اثنا عشر خليفة].
أقول: لاحظوا صِيغَةَ الحديث السابق: (يكون لِهذه الأمّة...)ثم حدَّد الرسولُ (صلى الله عليه وآله) عددَهم وهو اثنا عشر، بيْنما نَجِد أنَّ مَن حكمَ الأمّةً مئاتٌ مِن الملوك، إذًا النبي الأكرم هنا يُخْبِر عن الخلفاء المَنْصُوبِين مِن الله جل وعلا، وليس يخبر عمَّن سيتولى الحكمَ ولو كان عن غير حق.
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5)من حديث أبي عبد الرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ثنا حماد بن سلمة ثنا سماك قال: سمعتُ جابر بن سمرة يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم يقول:
[لا يزال الإسلام عزيزًا إلى اثني عشر خليفة]، ثم قال كلمة خفية لم أفهمها، قال: قلتُ لأبي: ما قال؟ قال: [كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5)من حديث أبي عبد الرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن فطر عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم:
[لا يزال هذا الأمر مؤاتى (أو) مقاربًا حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل (ج 5) من حديث أبي عبد الرحمن عن مشايخه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عمر بن عبيد أبو حفص عن سماك عن جابر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول:
[يكون بعدي اثنا عشر أميرًا]، قال: ثم تكلم فخفيَ عليّ ما قال، قال: فسألتُ بعضَ القوم أو الذي يليني: ما قال؟ قال: [كلهم من قريش].
*مسند أحمد بن حنبل(ج5) حديث معاوية بن أبي سفيان: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر أنا (أَي: أَنْبَأَنَا) أبو بكر عن عاصم عن أبي صالح عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم:
[مَن مات بغير إمَامٍ مات مِيتَةً جاهلية].
* أختم حديثي عن هذه العقيدة بذِكْرِ ما قاله الشيخُ الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه (ينابيع المودة لذوي القربى) (ج3) الباب السابع والسبعون:في تحقيقِ حديثِ(بعدي اثناعشر خليفة): عن عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: كنتُ مع أبي عند النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فسمعتُه يقول:
[بَعْدِي اثنا عشر خليفة]، ثم أََخْفَى صَوْتَه، فقلتُ لأبي: ما الذي أخفى صوته؟ قال: قال (النبيُّ صلى الله عليه وآله):
[كلُّهم مِن بني هاشم].
وروى القندوزي الحَنَفِي بعد عدَّة صفحات: (ح12) عن عليٍّ كرم الله وجهه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم:
[الأئمَّةُ مِن وُلْدِي،فَمَن أطاعَهم فقد أطاعَ اللهَ ومَن عَصَاهم فقد عَصَى اللهَ،هم العرْوَةُ الوثقى والوسيلةُ إلى الله جل وعلا].
وقال بعده: {قال بعضُ المُحَقِّقِين: الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (ص) اثني عشر قد اشتهرت مِن طرق كثيرة، فبِشَرْحِ الزَّمَان و تَعْريفِ الكَوْنِ والمَكانِ عُلِمَ أنَّ مُرَادَ رسول الله (ص)مِن حديثه هذا الأئمةُ الاثنا عشر مِن أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يُحْمَل هذا الحديث على الخلفاء بعده مِن أصحابه، لِقِلَّتِهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يُحْمَلَه على الملوك الأمَوِيَّة لِزِيَادَتِهم على اثني عشر،ولِظُلْمِهم الفاحش إلا عمر بن عبدالعزيز، ولِكَوْنِهم غيْرَ بَنِي هاشم، لأنَّ النبي (ص) قال "كلهم مِن بني هاشم" في رواية عبد الملك عن جابر، وإخفاءُ صَوْتِه(ص) في هذا القوْل يُرَجِّح هذه الرواية، لأنهم (قريش) لا يُحْسِنُون خلافةَ بني هاشم. ولا يمكن أن يُحْمَلَه على الملوك العَبَّاسِيَّة لِزِيَادَتِهم على العدد المذكور، ولِقِلَّةِ رِعَايَتِهم الآيةَ {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى} وحديثَ الكساء، فلا بد من أن يُحْمَل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر مِن أهل بيته وعترته (ص) لأنهم كانوا أعْلَمَ أهل زمانهم وأجلَّهم وأوْرَعهم وأتقاهم، وأعلاهم نسبًا، وأفضلهم حسبًا، وأكرمهم عند الله، وكان علمُهم عن آبائهم مُتَّصِلاً بِجَدِّهم (ص) وبالوراثة واللَّدُنِيَّة،كذا عرفهم أهلُ العلم والتحقيق وأهلُ الكشف والتوفيق. ويؤيد هذا المعنى -أي أنَّ مرادَ النبي (ص) الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته- ويشهده ويرجِّحه حديثُ الثَّقَلَيْن، والأحاديثُ المُتَكَثِّرَة المذكورة في هذا الكتاب وغيرُها.وأما قوله (ص): "كلهم تجتمع عليه الأمة" في روايةٍ عن جابر بن سمرة فمُرَادُه (ص) أنَّ الأمَّة تجتمع على الإقرارِ بإمامةِ كلِّهم وَقْتَ ظهورِ قائِمِهم المهدي (رضي الله عنهم)}. (ينابيع المودة لذوي القربى) للقندوزي (ج3). تحقيق: سيد علي جمال أشرف الحسيني. الطبعة الأولى (1416هـ) دار الأسوة للطباعة والنشر.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم