بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة من مكة إلى عمة عُلي ابن وهاس الحسني
الشريف عُلي ابن وهاس شريف حسني ، و أمير من امراء المخلاف ، هاجر إلى مكة هرباً من القتال والفتن هناك ، فأرسلت إليه عمته وهو بمكة ، فأرسلت عمته تقول له – و هي مقيمة بأرض اليمن - : كم هذا البعد عنا و التغرب ؟! و تطلب منه العودة إلى اليمن ؟!!
فقال مجيباً لها من مكة بأرض الحجاز [1] :و مهديةٍ عندي على نأي دارها رسائلَ مشتاقٍ كريمٍ و ســائِلُهْ
تقول : إلى كم يا بْنَ عيسى تجنباً
و بُعْداً ، و كم ذا عنكَ ركباً نُسائِلُهْ
فيوشكُ أن تودي و ما من حفيةٍ
عليك و لا بـال بمـا أنت فاعِلُهْ
فقلت لها : في العيس و البعد راحةٌ
لِذي الهمذِ إن أعيت عليه مقاتله
و في كاهلِ الليل الخُداري مركبٌ و كم مرةٍ نجَّى من الضيم كاهلهإذا لم ــادلك الليالي بصاحبٍ
و لا سمحت بالنُّجح عفواً أنامله
فلا خيــر في أن ترأمَ الضيم ثاوياً و غيظاً على طول الليالي تماطلهذريني فلي نفــسٌ أبى أن يُدِرَّها عصابٌ ، و قلبٌ يشربُ اليأس حامله
إذا سيمَ وِرْداً بعد خمسٍ تشمرت عن الماء خوفَ المقـــذعات ذلاذله